|


د. حافظ المدلج
حفلة لندن
2015-07-04
قبل عدة أعوام طرحت "رابطة دوري المحترفين السعودي" فكرة إقامة بطولة سوبر بين أبطال الدوري في السعودية والإمارات وقطر لمشاركتها الفعّالة في دوري أبطال آسيا، وتعثر المشروع لأسباب ليس هذا المقال مجالها، فظهرت فكرة بديلة بإقامة السوبر السعودي في قطر أو الإمارات مع فكرة ربط السوبر باليوم الوطني لإبعاده عن صيف بداية الموسم.
بعد ذلك تفاعل مجلس دبي الرياضي مع الفكرة وبدأت اجتماعات الأطراف المعنية لوضع النقاط على الحروف، فالفكرة جميلة من النواحي الرياضية والتسويقية والاجتماعية والسياسية في وقت تقاربت فيه دول مجلس التعاون حتى أصبحت كل دولة تحتفي بالأيام الوطنية للدول الأخرى، ولكن دون سابق إنذار ظهرت فكرة إقامة السوبر السعودي في لندن.
برأيي المتواضع أن الفكرة لا تمت للرياضة والتسويق الرياضي بصلة، فالمال ليس كل شيء ومن غير المنطق أن تكون القرارات مبنية على أساس مالي فقط، فربما يربح المتعهد من بيع التذاكر والإعلانات ولكن الكرة السعودية لن تربح شيئاً من السوبر اللندني الذي لن يسوّق لأنديتنا في السوق البريطاني غير المستهدف، وستتحول المباراة إلى حفلة خاصة لنخبة السائحين في أوروبا ولا أعرف كم ستكون أسعار التذاكر، ولكنني أتذكر أن حفلات الفنانين الخليجيين كانت تذاكرها بعشرة أضعاف تذاكر أفضل مطربي العالم في لندن.
لقد سمعنا عن أثرياء يحجزون جزراً وفنادق بأكملها لإقامة حفلاتهم الخاصة بملايين الدولارات، السوبر السعودي تحوّل إلى حفلة خاصة يتعهد بها أحد الأثرياء فيحجز بدل الفندق ملعباً ويجلب بدل المطربين لاعبين، ولأن الملعب أكبر فسيسمح لمن لديه القدرة على شراء التذاكر بحضور حفلته الخاصة، عفواً أقصد مباراته الخاصة ويقيني أن القيادتين السياسية والرياضية سيحسبون تبعات هذه المغامرة قبل الموافقة النهائية عليها.

تغريدة tweet:
إبراء لذمتي أقول إن اجتماع السعوديين في ملعب لندني قد يكون هدفاً سهلاً للإرهابيين والمجرمين، ويقيني أن المباراة إن نجحت حضورياً وأمنياً وفنياً فإنها لن تضيف للكرة السعودية أي مردود، ولكن إن حدث فيها ما لا تحمد عقباه فسيتحمل صنّاع هذا القرار تبعات تلك المغامرة التي قد تجلب على المجتمع السعودي بأسره والرياضي على وجه الخصوص بعض السلبيات التي ستلتقطها كاميرات الحضور وستتناقلها وسائط التواصل الاجتماعي، ومن أنذر فقد أعذر، وعلى منصات مصلحة المواطن نلتقي.