|


فهد القحيز
فشل الحكام
2015-08-03
تجري أنديتنا في هذه الأيام استعداداتها للموسم الجديد من خلال إقامة معسكراتها في الخارج، رغبة منها في التحضير الأمثل الذي يؤهلها للمنافسة في بطولات الموسم الجديد.
ـ وبالمناسبة، الإعداد في بداية الموسم يعتبر بمثابة الأساس الذي يعد اللاعب لمواجهة الضغط البدني والعبء النفسي في مباريات كرة القدم، إضافة إلى أنه يتوقف عليه نجاح الفريق طوال الموسم ومدى استمراره في المنافسة وظهوره بالمظهر المشرف في البطولات، فالتجارب أثبتت أن الفريق الذي يعد بطريقة صحيحة يكون في أغلب مباريات بطولات الموسم أكثر بروزاً وتفوقاً، بل إنه يحرز نتائج أفضل من الفرق التي لم يهتم بإعدادها بالشكل الصحيح.
ـ حقيقة الاستعداد للموسم الرياضي لا بد أن يقوم به جميع المشاركين في اللعبة، فإذا كانت الأندية استعدت جيداً، فإن الحكام هم الآخرين مطالبون بالاستعداد القوي لمباريات بطولات ومسابقات الموسم بمختلف دراجاتها، ولاسيما أن التحكيم هو العنصر المهم في اللعبة، فنجاح المباريات في الأساس يتوقف على مدى صحة القرارات التحكيمية.
ـ وبما أن الحكم هو الطرف الأكثر مسؤولية في أرض الملعب والشخص الأكثر إثارة، وبما أن قراراته في المباراة تحدد مصير نتيجة المباراة وتؤثر في ردّة فعل الجماهير، وهذا أمر ملحوظ، فإنه عندما ينجح التحكيم تمر المباراة بسلام وإذا فشل يحدث العديد من المشاكل والأحداث الرياضية، خاصة في مباريات الأندية الجماهيرية.
ـ لذلك فتحضير الحكم للموسم الجديد في غاية الأهمية.. علماً بأن استعداده لا يختلف كثيراً عن استعدادات اللاعب. وتبقى اللياقة البدنية هي الجزء الأهم في تحضيرات الحكم بحكم أنها عامل أساسي ويتوقف عليها نجاحه في المباراة بشكل عام. فكلما كان الحكم جاهزاً بدنياً تحسن تمركزه وتحسنت تحركاته وبالتالي تقلّ أخطاؤه. وهذا الذي يجب أن يضعه الحكام في عين الاعتبار.
ـ لذلك مطلوب من كل حكم أداء التمارين الجماعية مع حكام المنطقة وتحت أنظار لجنته الفرعية وليس بمفرده. فالتدريبات الجماعية يتحقق فيها التعاون والعمل الجماعي خاصة بالنسبة للحكام المساعدين بما أن أساس نجاحهم هو الانسجام والاتصال بينهم وبين الحكم الرئيسي في المباراة.
ـ المشكلة التي يعاني منها الحكام، أن معدل تدريباتهم أقل بكثير من عدد الساعات التدريبية للاعبين. علماً بأن الحكم يتحرك ويقطع مسافة أكثر من اللاعبين في مختلف مراكزهم. وعندما يحاول الحكم أن يجاري سير المباراة حركياً، يتعرض للتعب، وإذا وصل لهذه المرحلة، فإن مستوى تركيزه يتأثر سلباً، وبالتالي تكثر أخطاؤه، وهذا هو السبب الخفي في فشل العديد من حكام كرة القدم، ليس لدينا فقط بل في جميع بلدان العالم.
ـ وبما أننا الآن قبل بدء الموسم، فإن الحكم حاله كحال اللاعب فمن المهم أن يدير الحكم بعض المباريات الودية لكي يتعود على أجواء المباريات وحساسية التحكيم وتتحسن ردود أفعاله وكذلك يأخذ بروفة تجريبية على التمركز وإدارة المباراة.
ـ وأخيراً فإن من أهم ما يجب أن يقوم به الحكم خلال مرحلة الإعداد هو إجراء الفحص الطبي والراحة الكافية والغذاء المناسب الذي يساعده في تحمل المجهود الكبير الذي سيبذله خلال فترة الإعداد وطوال الموسم بشكل عام.
ـ فنتمنى من حكامنا عمل التحضيرات والاستعدادات القوية حتى يتحقق النجاح التحكيمي في الموسم الجديد والله من وراء القصد.