|


محمد السلوم
الأخضر بلون برتقالي
2015-09-03
الليلة وعلى ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة يواجه الأخضر السعودي منتخب تيمور الشرقية في لقاء هو الثاني للأخضر والثالث للمنتخب الضيف ستترتب عليه حسابات حظوظ الأخضر في مشواره نحو اعتلاء الصدارة وضمان التأهل عن مجموعته دون الدخول في حسابات أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثاني من بين ثمانية في المجموعات الآسيوية الثماني.
منتخب تيمور الشرقية دخل قائمة المنتخبات الآسيوية المتطورة على غرار المنتخب الإندونيسي والتايلاندي وأحرج المنتخب الإماراتي في تيمور وبالكاد انتزع الأبيض فوزاً صعباً بهدف.
هذا يعني أن الأخضر السعودي سيقابل الليلة منتخباً طموحاً يسعى لإحداث صوت فني في القارة الآسيوية وسيسعى لإغلاق مناطقه للخروج متعادلاً أمام صاحب الأرض الذي يجوز القول عنه إنه كأفراد بالأسماء لا كمجموعة فنية لا مقارنة بينه وبين نظيره التيموري.
وكرة القدم لا تعترف بالأسماء بقدر ما تعترف بالأداء الجماعي المنظم وهو ما تترقبه الجماهير السعودية في لقاء الليلة وبقيادة المدرب الهولندي الجديد مارفيك ومساعدة سعودية بوجود المدرب السابق للأخضر والمساعد الحالي الكابتن فيصل البدين.
والتولي السريع للهولندي قيادة الأخضر في لقاء الليلة جاء على خلاف ما قيل إنه سيتولى الدفة الفنية في لقاء الأخضر مع منتخب ماليزيا في لقاء كوالالمبور الثلاثاء المقبل لكن يبدو أن الهولندي تعجل تولي المهمة دون أن يكون لديه بعض الإلمام عن اللاعبين السعوديين ومنتخبات القارة.
ولعل الأخضر بلونه الفني البرتقالي يكون في الموعد رغم أن استعجال مدربه الجديد في تولي المهمة الفنية بهذه السرعة لا يدرج ضمن التصرف الحكيم وكان حرياً به الانتظار ومراقبة الأداء.
والملاحظ أن التأهل عن المجموعة الآسيوية الأولى التي تضم كلاً من المنتخب السعودي والإماراتي والفلسطيني وتيمور الشرقية وماليزيا لم يعد رهانة على منتخبي السعودية والإمارات فقد قرع منتخب فلسطين جرس الإنذار المبكر في المجموعة بلفت الانتباه له فقد كان على بعد ثوانٍ من الخروج متعادلاً مع الأخضر في الدمام في الحادي عشر من شهر يونيو الماضي لولا انتزاع محمد السهلاوي الفوز في الرمق الأخير.
ذلك اللقاء الذي تعرض فيه الأخضر السعودي للإحراج أمام جماهيره وكشف ما يشبه الاستهتار بالفريق المقابل انتهى بثلاثة أهداف مقابل هدفين وثورة الكرة الفلسطينية أمام الأخضر ليست من قبيل الصدف ففي لقاء تالٍ ضمن المجموعة سحق منتخب ماليزيا في كوالالمبور بسداسية بيضاء.
وبات منتخب فلسطين طرفاً في معادلة صدارة المجموعة ومهدداً لمنتخبي السعودية والإمارات وهما قوى المرشحين لصدارة المجموعة وتأهل أحدهما مباشرة إلى الأدوار التالية المؤهلة لكأسي العالم في روسيا عام 2018 وآسيا في الإمارات عام 2019.
والمخاوف التي تشغل الجمهور السعودي مخافة من الخروج المبكر من التصفيات مردها أن الأخضر لم يعد كاسحاً كما كان في عقود مضت كان خلالها يتصدر المشهد الكروي الآسيوي وأصبح كسيحاً فنياً نتيجة لسوء البيئة الرياضية العاجزة عن المحافظة على وهجه المضيء في القارة الصفراء ليتدحرج إلى وضعه في التصنيف الآسيوي ضمن منتخبات الصف الثاني في آسيا.
يبقى القول إن لقاء الليلة على درجة كبيرة من الأهمية والفوز مطلب ملح في دعم مشوار الأخضر في جمع النقاط لبلوغ التأهل عن مجموعته والانتقال إلى المرحلة الثالثة في التصفيتين والذهاب إلى مراحل متقدمة ببلوغ روسيا والإمارات في مشوار طويل نحو إحياء صيته بين المنتخبات الآسيوية العملاقة.