|


عدنان جستنية
وزير الإعلام "أول" الغيث قطرة
2015-09-04

وزيرنا الشاب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي حتى الآن لم تظهر "بصماته" التطويرية التي تتلاءم مع مرحلة بني عليها اختياره لهذا المنصب القيادي "الحساس" جدا، وهو في الواقع لا يلام على ذلك بحكم أنه استلم وزارة تحمل إرثاً قديماً يحتاج وقتاً طويلاً منه ليقوم بمهمة إجراء تغيير "جذري" يتناسب مع عصر انفتاح إعلامي أصبح الكون فيه قرية واحدة، وبات مجتمعنا السعودي جزءاً منه ولا يستطيع الانفصال عنه وفق مبرر نحن لنا "خصوصيتنا" التي يجب أن نحافظ عليها، فمثل هذا الكلام لم يعد مقبولاً خاصة على مستوى الإعلام المرئي، ولعل التجربة التي مر بها في قناة "العربية" كمدير عام لها أكسبته خبرة كافية تؤهله لإيجاد نقلة "نوعية" لكافة القنوات التلفزيونية وفقاً لتخصصاتها والفئة المستهدفة من المشاهدين والرسالة المرجو إيصالها إليهم من خلال ما تقدمه من برامج قادرة على المنافسة القوية مع برامج أخرى تظهر يومياً في قنوات عربية حكومية وخاصة.
ـ ومن شاهد في الأيام القليلة الماضية قناة "الإخبارية" السعودية وما شهدته من تغيير نسبي لهيكل برامجها ونوعية ما يقدم ومساحة الحرية "المفتوحة" لمناقشة قضايانا الاجتماعية على الهواء مباشرة دون أي تدخلات فيها محاولة "تجميل" للصورة يصادق على من قال إن "أول الغيث قطرة"، وأن بقية القنوات سيأتي في الوقت القريب دورها ودعم قوي معنوي ومادي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ثم القيادات المسؤولة التي تدير قنوات أخرى حسب منهجية خطة ينبغي أن تواكب "الإخبارية" وقفزة شاملة أتوقع أنها سترى النور قريبا بإذن الله وتوفيقه، هذا إن حظي القائمون عليها بنفس الدعم الذي حظي به "جاسر" الإخبارية والذي كما يبدو لي أنه هو من فرض هذا "التحول" بجديته وحماسه وطموحه وفكره المتطور، ولا أظن أن زملاءه مدراء القنوات الأخرى "الشقيقية" لا يوجد عندهم نفس الحماس والطموح والرغبة الجادة للتطوير.
ـ الخطوة الثانية التي تأتي في سياق المثل القائل "أول الغيث قطرة" ما تم تداوله من أخبار حول نجاح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي في إعادة "الدوري السعودي" للقناة الرياضية بمعدل "90" مباراة من إجمالي ما تعرضه قناة الـ"Mbc" فهو إنجاز للوزير الشاب، ولكي يكتمل في تحقيق أهدافه ممثلة في سحب المشاهد وربطه بالقناة الرياضية لابد أن تستثمر هذه الفرصة "الذهبية" جيدا، وهذا لن يتم بمجرد المشاركة في نقل المباراة، إنما في الكوادر التي يتم توظيفها وتوجيهها سواء من داخل القناة أو خارجها على مستوى المعلقين والمراسلين والمحللين، إضافة إلى البرامج اليومية والأسبوعية المصاحبة.
ـ كل هذه العناصر لا يمكن الاستهانة بها بتوفير كل وسائل الجذب لها وتسهيل مهمة الدعم "المادي" الذي يشجع على العمل في أجواء "صحية" تساعد على العطاء والإبداع والإخلاص بما يحقق "منافسة" قادرة على سحب البساط من منافس قوي جدا أراه هذا الموسم في كامل عافيته.
ـ لن أخفي سراً معروفاً لدى الجميع وملموساً أيضا إن قلت إن معظم الكوادر السعودية التي تعمل وتشارك في القنوات الخاصة هم خريجو التلفزيون السعودي وتحديدا قناتي الرياضية والإخبارية من مقدمي برامج ومحللين ومعلقين ومراسلين ونقاد، ولضعف ما يصرف لهم من رواتب أو مكافآت اضطر غالبيتهم إلى "الهجرة" والانتقال للقنوات التي تدفع وتقدر أكثر، وساعد على هذا الابتعاد تحول الدوري السعودي لقناة "pro mbc" حتى أن البعض ممن يعملون حاليا بالقناة الرياضية حينما وجد أنه "مهمل" أصابه الإحباط مما أجبره إلى الانضمام لقنوات تلفزيونية خاصة سعودية وخليجية والعمل في"الخفاء" مشاركاً بجهده وخبرته "متنازلا"عن ظهور اسمه كمصور أو معد أو مخرج، ولهذ يجب التخلي عن هذه السياسة "البخيلة" جدا ناهيكم عن "البيروقراطية" القاتلة في إجراءات مازالت قائمة "منفرة" للجميع بما فيهم "الرعاة"، والعشم كبير في وزيرنا الشاب بالتخلص من هذا الإرث "القديم" وأن نرى له في القريب العاجل بصمة "شاملة" في مسيرة إعلام هو الآن "سيده" وواجهته الأولى.
ـ أما الجزء الثاني من مهام الوزارة المتعلق بـ"الثقافة"، فبعد زيارتي لجمعية الثقافة والفنون بجدة قبل أسبوعين والإقبال الشديد من الشباب على نشاطاتها والجهد "الذاتي" الذي يقوم به مديرها عمر الجاسر مع بعض الكوادر الشابة المتطوعة دون اعتماد "ميزانية" فذلك موضوع يحتاج إلى مقال آخر يطول الحديث عنه وعن الجهات التي يجب أن تحظى بالاهتمام وأخشى ما أخشاه أنها هي الأخرى تعاني من نفس معاناة الجمعية وشعر شيب" تضاعف "ثلاثة أضعاف في رأس ولحية مديرها "الجاسر" عمر عما كان عليه قبل أن يتولى مهمة جسيمة هو "أهل" لها.