بين حين وآخر تخرج لنا انتقادات (لاذعة) بل ويشن هجوم شرس على بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ولوائحها وتظهر أنواع الشكوك حول أنظمتها وقوانينها ووصفها بأنها ضعيفة مع المطالبة بالأنظمة التي تطبق في أوربا.
ـ وكأن هذه الأصوات لا تعرف بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم قام بتحديث اللوائح وبدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات بتطبيق أنظمتها المتوافقة مع أنظمة FAF .
ـ والسؤال الذي يطرح نفسه هل السبب الذي أدى بهذه الأصوات إلى محاربة تطبيق الأنظمة مرتبط بوجود قصور فيها... أم أن الأمر فقط لأنها ضد أنديتهم وتتعارض مع مصالحها.
ـ أعتقد أن لوائح وأنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم ... ليست المشكلة.. بل إن المشكلة الأزلية مرتبطة بمستوى الثقافة والفكر وطبيعة التعامل مع قضايانا الرياضية.
ـ ولتتضح الصورة أكثر .. عليك التأمل في نوعية التعامل الإعلامي (لدينا) عندما تحدث مشكلة (سواء كانت من الجماهير أو أحد اللاعبين أو الإداريين) ...فالتعامل معها يتم بطريقتين:
الأولي... نجد أنه في تعامله لا يصعد الأمور ويدافع عنها بكل ما يستطيع من قوة و يريد التخفيف وعدم تضخيم الأمور (وهذا الفريق هو صاحب المصلحة بما أنه المخالف أو له علاقة بها).
والثانية.. هناك من يمارس أنواع الضغوط على الاتحاد السعودي لكرة القدم ..(بل يصل الأمر إلى التشكيك و الهجوم للجان ومن يعمل فيها) في سبيل تطبيق كافة الأنظمة وإنزال العقوبات الصارمة دون هوادة .. بما أنها على منافسيهم فهو يريد معاقبة خصمه ليس إلا.. ( وهذا هو الفريق المضاد)
ـ وعندما يتم تطبيق اللوائح وتفرض العقوبات فإن النقد والتشكيك يظهر أيضا من الجميع (كلا الطرفين صاحب المصلحة, والمضاد) فالأول... يتذمر ويصفها بأنها ظالمة بل يصل به الأمر إلى أن هناك تقصد من اللجان ومؤامرة خلفها.. وفي المقابل.. توصف من قبل الفريق المضاد بأنها ضعيفة وفيها مجاملة ومحاباة ..الخ من الانتقادات الجارحة ويرتفع صوتهم في المطالبة بلوائح FAF وكأن هذه الأخيرة فيها نوع من الرحمة بالنسبة لهم...ولا ندري من هو المحق فيهم.
ـ ومع المطالبات الملحة من المتابعين والنقاد والمحللين بإحداث التطوير لكرتنا المحلية وتطبيق الأنظمة التي تحفظها وتساهم في نهوض كرتنا وتطورها.. نجد أن النظام (نفسه) ضاع بين أماني التطبيق وقتال الرفض في زحمة صراع التنافس والتعصب لأنديتنا المحلية.
ـ فإذا كان الوضع سيستمر على هذه الحال (مرة تطالب بتطبيق النظام .. و مرة أخرى تعارض عليه) إذا كيف نتطور؟
ـ حقيقة تطور الفكر.. يبقى واحدا من أبرز التحديات الحديثة التي تواجه كرة القدم في أي بلد... لذلك علينا أن نرتقي بفكرنا في تعاطينا مع أحداث مباريات كرة القدم... فنحترم المنافسين ونحترم الأنظمة ولا نذهب في تصرفاتنا وسلوكياتنا خارج حدود كرة القدم المعروفة.
ـ فكرة القدم لعبة شعبية كبيرة في معظم دول العالم تحكمها قيم وأخلاق ومبادئ شريفة.. قبل أن تحكمها لوائح وأنظمة... فعلينا أن نتحلى بالروح الرياضية ونتعامل داخل إطار التنافس الرياضي الشريف ولا نجعل المباريات وسيلة للبغضاء والكراهية.