|


فهد القحيز
الحكام في (450) مباراة
2015-10-26

يلاحظ على بعض حكام كرة القدم أن أخطاءهم تتكرر من مباراة إلى أخرى .. صحيح أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة .. لكن المشكلة هو تكرر حدوثها من الحكم نفسه من مباراة إلى المباراة التي تليها .. فتكرار حدوثها ما هو إلا مؤشر لضعف الأسلوب المتبع في إصلاحها من الحكم نفسه قبل أن يكون من لجنة الحكام.
ـ الإقلال من الأخطاء التحكيمية .. حقيقة.. يتطلب معالجة فورية وصحيحة للأخطاء .. وذلك من خلال تحليل أداء الحكام وتحديد الأخطاء التي وقعوا فيها وتحديد الأسباب التي أدت بهم إلى ارتكابها.. وهنا يأتي دور التقييم الصحيح لأداء الحكام (المتوافق مع قانون كرة القدم) كجانب مهم في معالجة الأخطاء التحكيمية وتلافي حدوثها وتكرارها.
ـ إن الأسلوب الأمثل عندما يرتكب الحكم أحد الأخطاء المؤثرة هو الإيقاف الفوري وعدم مشاركته في مباراة قادمة إلا بعد مواجهته ومناقشته حول الأخطاء التي ارتكبها.
ـ أعتقد أن تحليل الأخطاء بمشاركة الحكم نفسه ومعرفة أسبابها الحقيقة منه شخصياً يعد أفضل أسلوب لمعالجتها .. فالحكم هنا ساهم في تحديد المسببات وشارك في وضع الحلول.. وبالتالي يكون الاصلاح أبلغ وأسرع وله فاعلية في عدم تكرر حدوثها مرة أخرى.
ـ وعندما يتكرر نفس الخطأ من الحكم مرتين وثلاث وبشكل متتابع من مباراة إلى المباراة التي تليها فإن هذا الحكم يعتبر حكماً غير متطور .. ولا يصلح أن يكون حكماً ويجب عدم مجاملته والاستغناء عنه نهائيا وإبعاده عن التحكيم.. فالفرق تخسر مع الهزيمة وعدم تحقيق البطولة ملايين الريالات.
ـ وبالمناسبة .. سبق وأن توصلت في دراسة علمية هدفت إلى معرفة نوعية أخطاء الحكام وأسبابها (الحقيقية) تمت عبر مراقبة أداء الحكام في أكثر من (450) مباراة من مباريات أهم مسابقاتنا الكروية (وهي بطولة الدوري ومسابقة كأس ولي العهد ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين) في ثلاثة مواسم سابقة .. وأسفرت نتائج هذه الدراسة عن التعرف على الأخطاء الشائعة والمتكررة والتي دائما ما تحدث من الحكام ونوعية الحالات القانونية سواء لحكام الساحة أو للحكام المساعدين.
ـ فحكام الساحة يقعون في بعض الأخطاء من أبرزها.. سوء التقدير لاحتساب ركلات الجزاء، سوء التقدير للمخالفات التي تستوجب منح البطاقات (الصفراء والحمراء) للاعبين، عدم التفريق بين الركلة الحرة المباشرة وغير المباشرة، عدم التفريق بين التحايل والحالات التي لا يكون فيها أي نوع من أنواع التحايل، عدم التقدير الصحيح لاحتساب الوقت بدل الضائع.
ـ أما بالنسبة لأبرز الأخطاء التي دائما ما يقع فيها الحكام المساعدون .. عدم الدقة في احتساب حالات التسلل، عدم الدقة في احتساب وإلغاء الأهداف في الحالات التي يكون فيها خلاف بتجاوز أو عدم تجاوز خط المرمى، عدم مساعدة الحكم في الأخطاء التي تحدث داخل منطقة الجزاء، عدم المساعدة الكاملة للإعلان عن الأخطاء في المناطق القريبة من الحكم المساعد.
ـ ختاماً .. أتمنى من حكامنا بذل مزيد من الجهد في إصلاح أخطائهم أولا بأول والوقوف بقوة مع لجنة حكامهم ومساعدتها في النهوض بمستوى التحكيم وتطويره .. ليتحقق النجاح التحكيمي في مسابقاتنا المحلية.