|


فهد القحيز
الرجوب وتصاريحه المتناقضة
2015-11-09

يخوض منتخبنا الأول اليوم في العاصمة الأردنية عمان لقاءه الخامس أمام المنتخب الفلسطيني في التصفيات (المزدوجة) المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.. فنتمنى أن يعود للرياض بنقاط المباراة الثلاث.. بعد السيناريو الطويل الذي صاحب نقل المباراة خارج الأراضي الفلسطينية التي تشهد حصارا وعدواناً عنيفاً من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ـ إصرار المنتخب السعودي على عدم لعب المباراة داخل فلسطين.. لا يفهم منه.. عدم دعمنا للكرة الفلسطينية أو عدم الثقة في الشعب الفلسطيني.. وإنما من باب عدم رضوخنا لأي اجراء غير مباشر يدل على أي مظهر من مظاهر الاعتراف منا بإسرائيل ورفضنا القاطع كسعوديين لمبدأ التطبيع معهاباي شكل من الأشكال حتى رياضيا.. وهناك الكثير من المواقف الرياضية السابقة التي رفضنا اللعب من أي فريق أو ملاقاة أي من لاعبينا للاعبين الإسرائيليين في البطولات واللقاءات الرياضية.. فهذا الرفض كان من باب أولى أن يدعمه ويقف معه بقوة اتحاد الكرة الفلسطيني ورئيسه (اللواء جبريل الرجوب) الذي مع الأسف لم يتفهم الموقف السعودي وكأنه بهذا الرفض ينسف الجهود التي قامت بها السعودية على مر التاريخ وقادتها الذين دعموا القضية الفلسطينية ودعموا رياضتها بقوة حتى عادت للانضمام كعضو في (فيفا) وبدأت تشارك في البطولات القارية والدولية.
ـ التصريح الذي أطلقه رئيس الاتحاد الفلسطيني (الرجوب) بعد قرار نقل مباراة منتخب بلاده مع منتخبنا يوم وصف قرار النقل بأنه "ظالم لفلسطين ومستهجن".. أمر مستغرب من هذا الرجل.. ويتناقض مع تصاريحه السابقة يوم أن قال إنه لا يمانع في نقل مباراة منتخب بلاده مع المنتخب السعودي إلى خارج الأراضي الفلسطينية، شريطة موافقة المنتخبات الأخرى المشاركة في المجموعة.
ـ مكتب الطوارئ لتصفيات كأس العالم 2018م وكأس آسيا 2019 م حسم الموقف وأنصف المنتخب السعودي يوم أن قرر نقل مباراته أمام شقيقه المنتخب الفلسطيني إلى أرض محايدة وتأجيلها إلى اليوم الإثنين، وأيضا نقل مباراة فلسطين وماليزيا في التصفيات ذاتها إلى أرض محايدة.. فهذا القرار لم يأت من مكتب الطوارئ مجاملة للأخضر وعشاقه.. وإنما جاء عقِب الاجتماع ما بين السلطات الفلسطينية والضابط الأمني التابع لـ (فيفا)، والذي أكدت من خلاله الحكومة الفلسطينية أنها لم تعُد قادرة على ضمان سلامة وأمن المباراتين.
ـ الأخضر مطالب بالفوز حتى يضمن بنسبة كبيرة صدارة المجموعة والحصول على المركز الأول.. لضمان الوصول لنهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا بعيدا عن الحسابات المعقدة لنتائج المنتخبات الأخرى.. فالمنتخبات التي تحتل المراكز الـ8 الأولى بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني في المجموعات الثماني ستتأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وتضمن ذات المنتخبات وعددها 12 التأهل إلى نهائيات كأس آسيا.. ولا تدخل في تصفيات أخرى للتأهل إلى كأس آسيا 2019م.
ـ إدارة المنتخب الأول عليها أن تعمل بتخطيط منظم لإعداد الأخضر للمرحلة المقبلة... بحيث تكون المشاركة في هذه التصفيات بمثابة الأساس والقاعدة التي يبنى عليها تهيئة المنتخب وتحضيره للبطولات المقبلة.. بداية من بطولة الخليج المقبلة مرورا بنهائيات كأس العالم 2018م ثم المشاركة في أمم آسيا 2018م.
ـ لذلك من المهم توافر الاستقرار الفني للجهاز الفني والاتفاق مع المدرب الهولندي (مارفيك).. حتى الانتهاء من المشاركة في أمم آسيا 2019م.. لكي يتمكن هذا الهولندي من رسم خطة دقيقة.. يراعى فيها استقرار اللاعبين الذي سيمثلون الأخضر في مشاركاته طوال السنوات الأربع المقبلة.
ـ فنجاح الأخضر وتطور مستواه في المشاركات المقبلة يستلزم التفتيش عن أبرز اللاعبين الحاليين في أنديتنا الذين يمتلكون الطموح والحماس والرغبة في المشاركة مع المنتخب.. ومن ثم استغلال أيام (فيفا) في لعب مباريات ودية دولية مع منتخبات كبيرة.. وأيضا يحتاج المشاركة في بعض البطولات الدولية الودية التي يتواجد فيها منتخبات عريقة وقوية بهدف لعب نوعية من المباريات الكبيرة التي تكسب اللاعبين مزيداً من الاحتكاك الدولي.. فهذا الأسلوب هو بمثابة السر الخفي للبروز والتألق لأي منتخب.. فهل تعمل إدارة منتخبنا على السير بمثل هذه الخطوات الجيدة؟ .. هذا ما أتمناه.. مع تمنياتي للأخضر بالفوز الليلة والتأهل من هذه المجموعة وهو في صدارتها (وصاحب المركز الأول).