|


بين العنزي والخيبري
2015-11-12
ما زلت عند رأيي بأنني ضد إبعاد اللاعب المحترف كعقوبة انضباطية لأن هذا يعد عقوبة للفريق أو المنتخب ومن المفترض أن تتم معاقبة اللاعب المحترف مالياً ومن خلال حصص تدريبية مكثفة.
ـ أجدد هذا الموقف لأنني سبق وتحدثت عن خطأ مدرب الهلال جورجيوس بإبعاد خالد شراحيلي عن حراسة الهلال واليوم يتجدد موقفي مع حارس مرمى النصر عبدالله العنزي الذي غاب عن تدريبات فريقه خلال الفترة الماضية.
ـ القرار الأول والأخير في آلية معاقبة الحارس العنزي يعود للمدير الفني الإيطالي كانافارو لكنني أتمنى أن تتم معاقبته بشكل احترافي وليس بنظام الهواة (الإبعاد) عن الفريق.
ـ الواقع يقول إن العنزي ليس (اليوم) هو الأجدر أساساً بحماية مرمى النصر من الناحية الفنية فالشاب متعب شراحيلي يقدم عروضاً متميزة يستحق عليها التشجيع بل والمكافأة من خلال منحه فرصة مواصلة حماية مرمى النصر مهما عاد العنزي وانتظم في التدريبات إلا إذا استعاد العنزي مستواه ونجح في استعادة مركزه.
ـ التصرف الذي بدر من العنزي لا يعكس على الإطلاق فكراً احترافياً بل ويثير الاستغراب!
ـ قبل فترة قصيرة غاب زميله خالد شراحيلي عن تدريبات الهلال والجميع شاهد الموقف الرافض لذلك التغيب بل ونال شراحيلي عقوبته (التي قد لا اتفق مع آليتها) ورغم ذلك لم يستوعب العنزي الدرس فغاب هو عن تدريبات فريقه ما يؤكد أننا نتعامل مع لاعبين لا يفهمون الاحتراف.
ـ ومهما حاول العنزي تبرير غيابه بالظروف الخاصة فقد نقبل جزءاً لا نعلمه لكن لا يمكن أن نقبل أجزاءً شاهدناها.
ـ ظروف العنزي التي منعته من حضور التدريبات لم تمنعه من الظهور في قناة تلفزيونية.
ـ الظروف التي منعت العنزي من حضور التدريبات لم تمنحه حتى الوقت القصير جداً للرد على اتصالات ناديه أو حتى المبادرة بالاتصال بينما وجد الوقت للذهاب للقناة التلفزيونية.
ـ ثم إنني استغرب تغيب العنزي عن التدريبات في هذا التوقيت بالذات.. قد أفهم أن يغيب العنزي عندما كانت مستحقاته المالية تتأخر.
ـ قد أفهم أن يغيب العنزي عن التدريبات عندما كان هو الحارس الأول بل وربما الأوحد ولا غنى له ومن حقه أن يماطل.
ـ لكن أن يغيب عن التدريبات في وقت أكد هو بنفسه حصوله على مستحقاته أو جدولتها دون تأخير وفي وقت لم يعد هو الحارس الأول بل قد يكون الثالث بين زملائه فهذا يعكس فكر لاعب لا يعرف من الاحتراف سوى عنوانه ورواتبه ويجهل تماماً مضمونه.
ـ وطالما الحديث يتعلق بالاحتراف والمحترفين ففي تصوري أن المحترف الحقيقي هو الذي يختار النادي المناسب (من وجهة نظره) عندما ينتهي عقده مع ناديه الحالي.
ـ أعني بالنادي المناسب ذلك النادي الذي يحقق للمحترف طموحاته ليس شرطاً (المالية) بل الفنية والجماهيرية إذ إن هذين الجانبين من شأنهما رفع المستوى الفني للمحترف.
ـ على سبيل المثال قد يرى اللاعب عبدالملك الخيبري أن مصلحته رفض العرض الشبابي لتجديد العقد والقبول بأي عرض آخر (الهلال مثلاً) حتى لو كان بنفس قيمة عرض الشباب المالية بل وربما أقل منه بشيء يسير لكنه (من وجهة نظر الخيبري) يحقق له طموحات خلاف تلك التي يراها في نادي الشباب.
ـ في الهلال قد يجد الخيبري ما لا يجده في الشباب (مع خالص احترامي للشباب الكيان) وهنا أقصد الزخم الإعلامي والكثافة الجماهيرية بل وحتى التنافس الفني مع لاعبي الهلال.
ـ المال يعد هدفاً لأي محترف كرة قدم لكنه (أي المال) لا يأتي دوماً أولاً بل قد يأتي في الدرجة الثانية وربما الثالثة متى بحث اللاعب عن الإعلام والجماهير مثلما هي حال عبدالملك الخيبري اليوم.
ـ المحترف الحقيقي يجب ألا يضع المال (فقط) هو من يحدد مساره ووجهته ومستقبله.. بل عليه (أي المحترف الحقيقي) أن يكون أبعد نظراً على صعيد مستقبله كمحترف. بين العنزي والخيبري

بين العنزي والخيبري