|


سلطان رديف
الميدان عدو التنظير
2015-11-29
لدي إيمان تام بأن النجاح والتطور في منظومة العمل لا يُحقق إلا بالعمل الميداني وأن الجلوس خلف المكاتب لا يحقق شيئاً سوى التنظير الذي هو المرض الذي نعاني منه في رياضتنا، ورجل العمل الميداني دائماً ما تجده متجدداً في عطائه متحولاً في نتاجه لأنه يحتك أكثر ويكتسب خبرة أفضل من غيره ويملك العلاقات التي تجعل عمله أيسر، والناجحون في رياضتنا لا أعرف عنهم إلا أنني شاهدتهم في الميدان أكثر من مشاهدتهم خلف مكاتبهم أو في منصات التنظير وعلى سبيل المثال الدكتور صالح بن ناصر فخلال 18 سنة في عملي الصحفي شاهدته وعرفته في الميدان أكثر من معرفتي بمكتبه، فكلما كبر سنه كان عطاؤه أكبر وعمله متجدداً ليصبح اليوم جامعة في العمل الرياضي والشبابي إدارة وسلوكاً وحكمه ليس على المستوى المحلي فقط بل وعلى المستوى القاري والدولي وعرفت الشيخ أحمد الفهد في الميدان منذ أكثر من 10 سنوات ولا أعرف مكتبه حتى لقب نفسه بأنه (شيخ ميداني) فنشاهده كل يوم يكبر ويصبح أكثر تأثيرا وقوة، وعرفت محمد بن همام في الميدان لسنوات عدة ولم أشاهد حتى اليوم مكتبه، وعرفت الشيخ سلمان بن إبراهيم في الميدان أقابله في كل حدث ودولة وأتابع ترحاله هنا وهناك منذ عشر سنوات ولم أشاهد مكتبه سوى مرة واحدة، وعرفت الشيخ حمد بن خليفة في رحلاته العملية أكثر من معرفتي به في الدوحة، ومثله يوسف السركال وعلى صعيد رجال الأعمال، عرفت الدكتور راكان الحارثي منذ 12 سنة في الميدان يعمل بنفسه يبني استثمارا رياضياً ليس لشركته فقط بل ولرياضة الوطن لينقل الاستثمار الرياضي من الصفر لأرقام لم نكن نحلم بها فكان مطوراً أكثر منه مستثمراً، وعرفت الدكتور ماجد قاروب منذ أيامه الأولى في الرياضة فاستطاع أن يحول الرياضة من منظومة بدون قانون لمنظومة تتحدث اليوم باسم القانون، وعملت مع سعد المهدي عشر سنوات فجعل من "الرياضية" ليست صحيفة تنقل الأخبار بل وتشارك المجتمع الرياضي تكريماً وتشجيعاً من خلال جائزة "الرياضية" وفكراً من خلال أمسية "الرياضية" وشراكة عمل مع القطاع الخاص والقطاع الرياضي.
كل من ذكرت هم بعض من أمثلة لشخصيات استطاعت أن تبني نجاحاً لها وللمنظومة ويجتمعون جميعاً في صفة واحدة هي (العمل الميداني)، يصارعون الأحداث ويلعبون داخل الملعب ولم نشاهدهم على مدرجات التنظير فأصبح عملهم ونتاجهم ملموساً على أرض الواقع، ذا تأثير وليس مجرد أداء واجب أو تحقيق هدف ولكل منهم سلبياته وإيجابياته، ولكن الواقع يقول إنهم منتجون أصحاب بصمات واضحة ونقطة تحول أثرت بشكل إيجابي.
نحن اليوم بحاجة لأمثلة جديدة تعلم أن العمل الميداني هو البداية والنهاية وأنه الاختبار الحقيقي للنجاح وأن التطور والتحول والارتقاء لا يأتي من خلال المكاتب الصماء ودراسات الأوراق وأن العمل جهد والجهد نتاج، والنتاج لا يكون إلا عندما يصبح على أرض الواقع يتحدث عن نفسه.


مدير التحرير