|


سلطان رديف
ريشة الرسام
2016-02-07
في الأسبوع الماضي أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أنه عقد 50 اجتماعاً خلال عامه الأول وخصص اجتماعاً لمراجعة جميع القرارات التي اتخذها واستمع إلى تقرير مفصل عما تم تنفيذه والجهات المتأخرة عن تنفيذ ما أوكل إليها من مهام، وهذا بلا شك يعطينا مؤشراً بأن هناك من يعمل ويقيم عمله ويتابع كل صغيرة وكبيرة بل هنا أجد مؤشراً قوياً بأن المجلس يعمل بجدية تامة ولديه رؤية وطموح يسعى لتحقيقه ويحاسب نفسه بنفسه ويتبع نظاماً شفافاً في معرفة أدائه ولا نستغرب ذلك عندما يرأس المجلس قيادة شابة طموحة حملت على عاتقها التطوير الشامل بهمة عالية تنطلق في كل اتجاه بلغة تنسجم مع متطلبات المستقبل وتواكب واقعها؛ فولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يقدم اليوم درساً جديداً في الإدارة ونمطاً مختلفاً يزيل من أذهاننا بيروقراطية العمل الحكومي ويحول المنظومة الحكومية لعمل مؤسساتي محترف يعتمد على الإنجاز وفق منهج ورؤية وإستراتيجية.
نقول ذلك ليكون مثالاً يجب أن يحتذى به في العمل الرياضي الذي يعتبر عملاً متجدداً يقوم على أنظمة ولوائح تدخل في أدق تفاصيله وعلى مؤسسات رياضية تجمع بين الاستقلالية وفي الوقت ذاته تتبع هرماً كلاً منه يبني الآخر وفوق ذلك كله هو مرتبط بشريحة كبيرة من المجتمع ويدخل في نطاق اهتمام كل منزل وأسرة ويملك اقتصاداً مستقلاً مبنياً على الشفافية ويساهم في صحة المجتمع وأمنه وثقافته ووجهاً لحضارته ومتنفساً لشبابه وساحة مهمة لتفجير الطاقات ونثر الإبداعات.
عندما أغوص في أعماق رياضتنا فإني أشاهد صورة تحتاج إلى ريشة رسام محترف يعيد جمالها وينسق ألوانها لتكون جديرة بأن تعلق في كل بيت ونصدرها باسم الوطن في كل محفل عالمي تلهم الصغير والكبير. فرياضتنا اليوم تعاني من اتحادات تفرغت لصراعاتها الداخلية فأصبحنا كل يوم نناقش صراعاتهم بدلاً من أن نتفاخر بإنجازاتهم، ولجان تشكل ولكننا لا نشاهد نتاجاً يذكر رغم انتهاء مدتها المقررة فلا نعرف متى تجتمع أو ماذا تعمل وأنديتنا تصرف مدخولات بالملايين وتغوص في الديون وغداً سنسمع بأن التحكيم سبب إفلاسها، واتحادات رياضية كأني أشاهدها تغلي على صفيح ساخن. وفي رياضتنا ليس هناك من يخطئ جميعهم على حق وكل يتهم الآخر فأصبح الكلام فيها أكثر من العمل فنشاهد تنظيراً ولا نلمس منجزاً ونشاهد تراجعاً ولا نعيش تغييراً أو تطوراً.
لو سألت سؤالاً اليوم بعد خمس سنوات ما هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه وما هي الرؤية التي تعمل المنظومة من أجلها، وما هي الإستراتيجية التي ننطلق منها فبتأكيد لن أسمع أي إجابة لأننا نعمل في الرياضة وفق نظريات وطموحات ورغبات شخصية لهذا الرئيس أو ذاك أو لمجلس إدارة لا يفكر إلا في كيفية بقائه لأننا رضينا أن نسير وفق منهجية تعزز من المنجز الشخصي.
نحن اليوم بحاجة لأن نسمع عن مشروع رياضي وطني مطلوب تحقيقه بمدة زمنية يشمل جميع المؤسسات الرياضية يبدأ من الأندية مروراً بالاتحادات ووصولاً للجنة الأولمبية، من هنا يبدأ الطريق لكي نعرف إلى أين نسير.