قادمون يا آسيا
للشمس وهجها وللعطر رائحته وللفن نكهته وللمجد عنوان وللبطولة فارسها.. تأهل العميد لدوري أبطال آسيا من بوابة الوحدات الأردني معلناً عودته للبطولة المفضلة التي تعرفه ويعرفها.. تحبه ويحبها.. تألفه ويألفها.. لا لأنه أفضل فرق آسيا وأرفعها مستوى وأجملها أداء، بل لأن وراءه جماهير تملأ عين الشمس.. جماهير هي ملح آسيا.. كانت وراءه وأمامه في كل مشاركاته الآسيوية بحضورها الطاغي.. كانت وما زالت وقوده الساخن لكل البطولات والألقاب.. وعندما يعود الفارس الأصيل لبطولة آسيا يعود لها بريقها وسحرها بمشاركة وحضور جماهيره في كل المباريات والمواجهات.. مع الاحترام البالغ لجماهير النصر والهلال والأهلي.. جماهير العميد غير في بطولات آسيا واعتباراً من الجولات المقبلة سنشاهد الدليل الساطع وكيف ستقود النمور إلى حيث تنام الشمس في حضن المجد.
(التحدي الصعب)
اليوم يخوض العميد امتحاناً عسيراً أمام الفيصلي بعد نشوة الفوز وفرحة التأهل لدوري آسيا.. وبعد فوز الهلال الصعب على الرائد وفوز الأهلي الخجول على الوحدة.. فلكي يحافظ الاتحاد على حظوظه في المنافسة ومطاردة الزعيم والملكي ويبقى قريباً منهما لا بديل له عن الفوز.. نقاط الفيصلي هي الهدف والغاية والمنى.. أية نتيجة أخرى تعني العودة للمربع الأول.. وأول من يدرك هذا بيتوركا الذي يسير بالفريق من نجاح إلى نجاح بخطوات مدروسة.. ولا سيما أن الظروف الآن تلعب لصالحه بعدما اكتمل عقد الفريق من حارس مرمى أمين بات مصدر ثقة كل الاتحاديين.. وجيش من المحاور مونتاري، قصي، باجندوح، زياد وبوسبعان وجنرال وسط ساحر مجنون مارتن يستطيع أن يراوغ أعتى المدافعين في مساحة سنتمتر واحد وجناح نفاث تحسن كثيراً وبات من أخطر أسلحة العميد الهجومية فهد المولد ومشاغب خطير مكير عبدالفتاح عسيري.. وقناص أهداف لا يرحم ريفاز.. ومخ يمطر أهدافاً.. فريق يملك كل هذه المقومات ومدرب واقعي لا ينتظر منه سوى تقديم الهدايا والأفراح لجماهيره التي ستعود من جديد لما كانت عليه الموسم المنصرم.. ولا يعني هذا أن نتيجة الفيصلي محسومة.. فالكرة لا تعرف إلا من يعطيها داخل المستطيل الأخضر.. روحاً وعطاءً وبذلاً وجهداً وعرقاً وتدير ظهرها لمن لا يحترمها.
(معاناة الأهلي)
بانتهاء الجولة الـ١٦ من دوري جميل بدأت الصورة أكثر وضوحاً لجهة أكثر الفرق استفادة من فترة التوقف الطويلة ويأتي في المقدمة الاتحاد، الشباب، التعاون، نجران، الوحدة.. فيما سجلت فرق الأهلي والهلال والنصر تراجعاً واضحاً. بغض النظر عن النتائج.. فالأهلي فقد الكثير من حضوره الفني والذهني.. رغم فوزه الخجول على الوحدة.. واضح أن الفريق يعاني كثيراً، جروس يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الهبوط والتراجع بعدم دفعه بعناصر جديدة تعطي الفريق زخماً وفاعلية ليس في هذا الموسم بل من الموسم المنصرم.. ظل متمسكاً بنفس الأسماء والمجموعة.. ولولا الحاجة الماسة الملحة لما أشرك منصور الحربي.. الوجه الآخر لمعاناة الأهلي.. هبوط حاد في مستوى أعمدته الأساسية، تيسير والمقهوي والمؤشر وغياب عبدالشافي.. ولا نستطيع توجيه اللوم.. فلا يوجد لاعب واحد في العالم يلعب جميع المباريات والمواسم بمستوى ثابت.. لو كانت هناك عملية إحلال ممنهجة لما حدث هذا التراجع.. جروس مطالب بالقيام بعملية جراحية عاجلة تنقذ الفريق وتعيده إلى مستواه المعهود قبل أن يجد نفسه خارج المنافسة.. الهلال نجح في استعادة الصدارة بفوز صعب وبشق الأنفس على الرائد لكن المشكلة الأساسية ما زالت قائمة.. هجوم كاسح ووسط ناري ودفاع هش مفتوح.. لغياب التنظيم الدفاعي.. ولحسن حظه أن الرائد لا يجيد بناء الهجمات المرتدة الفعالة.. النصر.. سقط في كمين نجران برباعية عنوانها الجميل أنجوس الذي راهنت على نجاحه من لحظة توقيع العقد.. أنجوس نجح بامتياز في تغيير جلد الفريق بالكامل.. أداءً ومستوى.. تكتيكاً وتكنيكاً.. وروحاً.. مدرب محترم يستحق أن يكون مدرب الجولة الـ (١٦) بامتياز.. أما النصر فقد كان الخاسر الأكبر بمدربه الأنيق وأخطائه القاتلة وغياب روح لاعبيه.. النصر من جرف إلى دحديرة.. نهاية مأساوية حذرنا منها مبكراً ولكن لا حياة لمن تنادي.