|


فهد القحيز
احترافنا ناقص
2016-02-15
الركود التي تمر به الكرة السعودية والمشاكل التي تواجهها في الفترة الأخيرة.. قبل أن يكون ضعفاً في تشكيل منظومة كرة القدم (اتحاد القدم وجمعيته العمومية) وفي بعض الأنظمة واللوائح .. إلا أنه ناتج عن ضعف كبير في نظام الاحتراف الذي تطبقه الأندية والأسلوب الذي تتبعه في بنائها للاعبين وكذلك طريقة تكوين منتخباتنا .. على الرغم من تطبيقنا للاحتراف منذ أكثر من (20) سنة.
ـ وطالما أننا مقبلون على انتخابات جديدة .. فلابد من الوقوف على هذه المشاكل ودراستها حتى يتم تلافي السلبيات وعدم تكرار ظهورها مع الاتحاد الجديد وبالتالي نحصل على كوادر إدارية تسهم في استقرار العمل في اتحاد الكرة وهيئاته .. مما يتحقق معه التطوير الذي تعود من خلاله أنديتنا ومنتخباتنا في أقرب وقت للبروز وتسجيل الانتصارات والإنجازات في البطولات القارية والدولية.
ـ صحيح أن ضعف التنظيم في منظومة كرة القدم أحد الأسباب في تراجع نتائج كرتنا .. لكن يبقى نظام احترافنا سبباً جوهرياً في هذا التراجع الحاصل .. بل إنه ساهم في تدهور كرتنا.
ـ حقيقة .. احترافنا ناقص.. فهو اسم بلا محتوى. واذهبوا للأندية .. وفتشوا عن محتوى احترافها .. ستجدون أن الاحتراف لديها ما هو لائحة تنظم عقود ـ لأنصاف لاعبين ـ بمبالغ مالية باهظة تسببت في جر الأندية إلى القروض البنكية وتحميلها الديون.. معظمهم لا تنطبق عليهم مواصفات لاعب كرة القدم الحديث .. وتفريغهم للسهر دون أن يكون هناك محتوى تعليمي وتدريبي وتثقيفي محدد ومعروف.. يساهم في صقل قدراتهم وتنمية مهاراتهم وتطوير مستوياتهم الفنية.
ـ فعدم فاعلية احترفنا في تطوير كرتنا المحلية .. يعود إلى سببين .. الأول: ضعف محتوى الاحتراف الذي تطبقه أنديتنا... والثاني: الرواتب العالية التي يتحصل عليها لاعبونا المحترفون المحليون وعدم تقنينها .. ساهم في عزوف لاعبينا المحلين للاتجاه للاحتراف الخارجي بحكم أن الرواتب التي يتحصل عليها اللاعب في أنديتنا باهظة لا يجدها في الاحتراف الخارجي.. لاسيما وأن عدم الاحتكاك الناتج عن الاحتراف الخارجي أيضا سبب من أسباب عدم تطور اللاعب المحلي.
ـ فهذان السببان هما اللذان أديا إلى أن يكون بناء لاعبينا المحترفين ضعيفاً جدا ..لذلك لابد من التفكير في حلول تساهم في تطوير احترافنا المحلي.
ـ أعتقد أن من أبرز الحلول .. هو تطبيق الاحتراف بشكل سليم .. كأن يكون هناك محتوى للاحتراف بحيث يشتمل على:
برامج تعليمية تساهم في رفع مستوى العلمي والثقافي.
وبرامج لياقية تهدف لرفع مستوى اللياقة والسرعة والقوة والتحمل.
وبرامج تدريبة وتكتيكية لرفع المستوى المهاري.
وبرامج ذهنية لتطوير القدرات الذهنية والعقلية.
وغيرها من البرامج التثقيفية والتوعوية التي تسهم في التعرف على قوانين اللعبة والأنظمة واللوائح والتغذية الجيدة والتهيئة النفسية والنمط الصحيح لحياة لاعب كرة القدم المحترف.
ـ ومن الحلول أيضا .. إعادة النظر في المبالغ المالية الباهظة التي تدفعها الأندية للاعبين المحترفين المحليين .. ويمكن ذلك عن طريق وضع سلم لرواتب اللاعبين المحترفين يتناسب مع إمكاناتهم قدراتهم ويدفعهم للاحتراف الخارجي وأيضا يتناسب مع موارد الأندية ومداخيلها المالية ولا يرهقها ويحملها مديونيات تؤدي بها إلى اللجوء للقروض البنكية.