|


فهد القحيز
رحيل المدربين
2016-02-29
تغيير المدرب في عالم كرة القدم عادة ما يحدث بعد نهاية الموسم الكروي .. أو بعد المشاركة في بطولة لم ينجح المدرب مع الفريق فيها أو فشله في تحقيقها .. لكن الذي يحدث في أنديتنا (وخاصة في الفترة الأخيرة) مختلف تماما .. فبعضها قامت بتغيير المدرب (4) مرات وربما مع المدة المتبقة لهذا الموسم يصل الرقم لأكثر من ذلك.
ـ تغيير المدرب .. له أسباب عديدة.. لكن السبب الرئيسي الحاصل في أنديتنا .. هو أنه أحيانا بعض الفرق تقيل المدرب عادة بسبب هبوط مستواها الفني وتدني النتائج وهذا ناتج يؤكد أن عملية التعاقد ارتجالية (كيف ما اتفق) .. وأحيانا المدرب (نفسه) يطلب الاستقالة بسبب تلقيه عروضاً أفضل في مقدار المرتب الشهري والامتيازات المالية .. فالأمر في النهاية .. مصالح سواء للفريق أو للمدرب.
ـ رحيل المدربين (ما بين الإقالة والاستقالة) ووصول عدد المدربين الأجانب الذي قدموا في الموسم الجاري للتدريب في أنديتنا إلى (27) مدربا أمر في غاية الغرابة، فهذا الرقم الكبير وانتشاره في أنديتنا أصبح ظاهرة بارزة في الكرة السعودية ... سببه الرئيسي... هو التسرع والاستعجال من قبل الأندية (لدينا) في اختيار المدرب بعيدا عن الاعتماد على بعض المحددات المعروفة التي تراعى عند اختيار المدرب .. كسيرته التدريبية والمدرسة التدريبية الذي يتبع لها وفلسفته في التدريب وكفاءته التدريبة ...الخ.
ـ لكن تبقى كثرة تغيير المدربين على الفريق في الموسم الواحد .. إحدى المشاكل التي تؤثر على الاستقرار الفني للفريق في مشاركاته وربما تدهور نتائجه خلال الموسم الرياضي... فقد قامت (8) أندية وهي أكثر من نصف عدد فرق دوري "جميل" بتغيير المدرب.. ليصل عدد مرات تغيير المدرب في أنديتنا في الموسم الجاري الذي لم ينته بعد لـ (18) مرة، كرقم يضع العديد من علامات الاستفهام.
ـ عموما .. التغيير المتعدد للمدربين له آثار سلبية علي مستوى الفريق، بما أن كل مدرب يتبع مدرسة تدريبية ومع تغيير المدارس التدريبية على الفريق .. فإنه يحتاج إلى وقت طويل لينسجم هذا المدرب الجديد مع اللاعبين ويتفاعل معهم حتى يستطيع توظيف إمكاناتهم وقدراتهم بأفضل صورة. كما أن خلق الانسجام والتفاهم بين المدرب الجديد واللاعبين يحتاج إلى وقت طويل .. والنجاح التدريبي يتحقق من خلال بقاء المدرب مع الفريق أكثر من موسم.
ـ وطالما أن تعاقدات المدربين يترتب عليها نجاح وفشل الفريق بالإضافة إلى التكاليف المالية الباهظة التي تتطلبها هذه التعاقدات.. لذلك لابد وأن تعطى مسؤولية اختيار المدرب وجلبه للفريق وأيضا قرار الاستغناء عنهم .. للجنة خاصة (فنية) يكون لها القرار الأول في اختيار المدرب وأيضا تقوم متابعة وتقييم عمله مع الفريق.
ـ وهنا أقترح تكوين لجنة فنية في كل ناد وأيضا في إدارة منتخباتنا الوطنية مهمتها تختص بتتبع عمل المدرب وتقييمه وتقديم كل المعلومات والوسائل التي يحتاجها للنجاح في عمله التدريبي مع الفريق... وأيضا يكون لها رأي يؤخذ به عند قرار الاستغناء عنه.
ـ نجاح المدرب مع الفريق يتطلب تواجد أشخاص مؤهلين يعملون معه ويساعدونه في تنفيذ الخطط التدريبية المرسومة بعيدا عن الارتجالية والعشوائية .. فالعمل في الأندية في عصر الاحتراف ليس حقل تجارب لكل من هب ودب بأن يعمل على مزاجه.. فكرة القدم أصبحت وكأنها استثمار مالي .. فمع الإنجازات وتحقيق البطولات تأتي الأموال، وفي حال تدهور النتائج تذهب الاستثمارات وعقود الرعاية والإعلانات التجارية.