|


فهد القحيز
الأخضر.. وخطة التحضير القادمة
2016-03-28

فوز منتخبنا الوطني (الأول) على المنتخب الماليزي بهدفين مقابل لا شيء في اللقاء الذي جمعهما على ملعب استاد مدينة الملك عبدالله بمحافظة جدة مساء الخميس الماضي.. قاده للتأهل رسمياً إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018، وإلى نهائيات كأس أمم آسيا 2019م.. فألف مبروك للأخضر وعشاقه على هذا التأهل.. ونتمنى أن يواصل انتصاراته ويفوز على المنتخب الإماراتي في لقائهما (يوم غد الثلاثاء) في الجولة العاشرة (الأخيرة) الحاسمة للتصفيات الآسيوية (المزدوجة).. ولا سيما أن الفوز سيعمل على تحسين موقفنا في التصنيف الشهري القادم وسيعزز من ترتيبنا في تصنيف (فيفا).. الذي سيتم الاعتماد عليه عند إجراء قرعة الدور القادم (التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا).
ـ تأهل الأخضر لنهائيات آسيا وللتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2018م.. يتطلب العمل من الآن.. فنتمنى من إدارة المنتخب الشروع (خلال هذه الفترة) في وضع خطة لتجهيزه وتحضيره التحضير القوي الذي يمكنه من التفوق وتحقيق الانتصارات التي تضمن الحصول على زعامة القارة الآسيوية والوصول إلى الأدوار النهائية في مونديال روسيا.
ـ خطة تحضير الأخضر للمشاركة في هذين المحفلين الدوليين تحتاج إلى وضع خطة دقيقة مركزة ومبنية على أسس تدريبية صحيحة لا مجال للاجتهادات فيها وتحتاج أيضاً إلى جهد كبير وعمل جبار تنفذ خطواته بشكل منظم ودقة متناهية في المرحلة القادمة.
ـ نجاح خطة تحضير الأخضر يتطلب بعض الأمور المهمة من أبرزها (أولاً) الاستقرار في منظومة كرة القدم.. كون أن تحضير الأخضر للمونديال ومشوار التأهل في تصفيات الدور الثالث القادمة سيكون في فترة انتقالية ما بين نهاية فترة الاتحاد الحالي والاتحاد الجديد.. لذلك يجب حسم موضوع الانتخابات إما أن تكون بعد نهاية الموسم أو تأجيلها حتى نهاية التصفيات.. فحسم هذا الموضوع سيجعل الإعداد والتجهيز للوصول والمشاركة في أهم محفل عالمي "نهائيات كأس العالم" وفق المأمول وبعيداً عن المؤثرات الأخرى والدخول في معمعة الانتخابات لاتحاد الكرة، وأيضاً حتى لا تشتت مسؤولية إعداد وتحضير الأخضر في المونديال بين اتحادين قديم وجديد.
ثانياً.. استقرار الجهاز التدريبي.. فالبقاء على مدرب للأخضر من الآن وحتى الفراغ من المشاركة في النهائيات للمونديال الروسي مطلب ضروري.. وهذا الأمر لابد من حسمه إما بتجديد عقد المدرب الحالي (الهولندي مارفيك) أو بالبحث عن مدرب جديد للأخضر بديل عن مارفيك الذي ينتهي عقده في أغسطس المقبل.. المهم حسم هذا الموضوع.. وبحسب ما ذكر.. فالأنباء تقول إن اتحاد الكرة لديه اتجاه بالبحث عن مدرب بديل.. والآن تجرى مفاوضات مع المدرب الإيطالي (لوتشيانو سباليتي) المدير الفني لفريق روما الإيطالي لتولي تدريب المنتخب السعودي.. المهم هنا أن يكون المدرب القادم ذا كفاءة عالية ليكون إضافة للأخضر.
ـ ثالثاً.. وضع خطة للمعسكرات والمباريات الودية التحضيرية.. فالمعسكرات لابد من الاستفادة منها في معالجة نقاط الضعف وتدعيم نقاط القوة في الأخضر.. وذلك من خلال إبعاد بعض اللاعبين منخفضي العطاء وجلب آخرين يملكون الروح والحماس والأداء القوي طيلة المباراة.. إضافة إلى أن خوض عدد مناسب من المباريات الودية يساهم في معرفة مدى جاهزية اللاعبين وإمكاناتهم وقدراتهم الحقيقية ومن خلالها أيضاً يقوم المدرب بتصحيح الأخطاء وكذلك يسهم في رفع مستوى لياقة المباريات وزيادة الاحتكاك والانسجام.. ولا ننسى أن المباريات الودية في المعسكرات دائماً ما يكون لها دور مهم في تطور المستوى الفني بشكل عام.
ـ ختاماً.. علينا أن نتذكر التاريخ.. فمنتخبنا الأول وصل للمباراة النهائية في كأس أمم آسيا (5) مرات رفع فيها كأس القارة (3) مرات، ووصل لنهائيات كأس العالم (4) مرات.. وعلينا أن ندرك أننا نمتلك الإمكانات المادية والقدرات البشرية.. فالمال الذي يصرف على منتخبنا يفوق أضعاف ما يصرف على بعض المنتخبات الأخرى في آسيا وإفريقيا وغيرهما من البلدان الأخرى، ولدينا لاعبون قادرون على التفوق القاري والظهور في المونديال، ولدينا القدرة على إحضار مدربين حققوا مع منتخبات أخرى إنجازات دولية.. وما نحتاج إليه فقط هو.. العمل المنظم والاحترافية في إدارة كرتنا وإعداد فرقنا ومنتخباتنا بمنهجية تتوافق مع منهج كرة القدم الصحيح ومع العلم الرياضي على وجه التحديد. والله من وراء القصد.