مع بداية المنافسات لكل موسم رياضي يظهر أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي ويلقي بالتهم إعلامياً.. تارةً باتهام مسؤولي الاتحاد بالتدخل في شؤون المنتخبات واختيار عناصر المنتخب الأول.. وتارةً بالفساد والتدخل في شؤون عمل لجنة الحكام.. وتارةً أخرى بالتلاعب في النتائج وتحديد هوية البطل مسبقاً.. وهو ما أشعل فتيلة عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم د. عبداللطيف بخاري بعد اتهامه بأن هناك عملاً خفياً وترتيبات "دنيئة" ـ بحسب تغريدته ـ من أجل تمكين نادي الهلال للحصول على بطولة الدوري هذا الموسم.. احتوت التغريدات على عدد من الاتهامات بعضها بالتصريح والآخر بالتلميح.. فقد كانت التغريدة الأولى: "رغم استقلالية اتحاد كرة القدم مالياً وإدارياً.. إلا أن بعض المسؤولين يصرون على التدخل في شؤونه.. ويهملون واجباتهم ومهامهم تجاه الاتحادات الأخرى".. ثم اتبعها بتغريدة مثيرة للجدل والتي استفزت الشارع الرياضي كثيراً وكانت هي الشغل الشاغل حتى توقيت كتابة هذا المقال فقال: "الهلال يُمتعني جداً في لعبه وجدير بالبطولة.. ولكني أشم هناك عملاً خفياً وترتيبات دنيئة مبكرة لتمكينه ببطولة الدوري.. دعونا نستمتع بدوري نزيه وممتع".. وأتبعها بتغريده: "أحبتي.. تغريدتي تعبر عن قراءتي وما أشمه في الكواليس.. تغريدتي بصفتي الشخصية كمواطن.. لم أتهم جهة معينة.. ولم أسئ لشخص محدد"..

لم يكتف الدكتور عبداللطيف بخاري بذلك.. بل "زاد الطين بلة" كما يقال.. وظهر إعلامياً عبر أثير إذاعة UFM ببرنامج #قووول وحاول تبرير تغريدته وما تبع هذا الفتيل الذي أشعله فإذا به يفجر القنبلة ويقول في مضمون كلامه: "إنه شعر في بداية الموسم الماضي أن هناك ترتيبات مسبقة لتتويج الأهلي ببطولة دوري "جميل" وهي ذات الترتيبات التي حدثت حينما توج النصر بلقب الدوري".. بطبيعة الحال استفزّت تغريداته الوسط الرياضي بأكمله بل إن تصريحه الإذاعي أخطر بكثير من تغريدته لأنها تحوي مضموناً واضحاً وصريحاً وهو أن أبطال مسابقاتنا يتم تحديدهم سلفاً من (المكاتب).. الكثيرون طالبوا رئيس الهيئة العامة للرياضة سمو الأمير عبدالله بن مساعد بسرعة التدخّل العاجل حول ما تم ذكره من إساءة للاتحاد السعودي إما بإثبات ما ذكر أو محاسبته.. وهذا ما يجب أن يحدث فما أثبتته الهيئة من نزاهة وسرعة لتطبيق العدالة بعد تدخلها في تحقيقات قضية التلاعب بالنتائج وقرار هبوط نادي المجزل لدوري الدرجة الثانية وقرار صعود نادي الباطن يجعلنا على ثقة بأن أي تحقيقات ستفتح لتقصي صحة هذه الاتهامات من عدمها ستوضح للشارع الرياضي الذي بات قلقاً بسبب هذه الاتهامات.. ويجب أن يتم الإعلان وبشفافية عن نتائج التحقيقات كما اعتدنا من الهيئة العامة للرياضه في الفترة الأخيرة.. 

وكرد فعل طبيعي من إدارة نادي الهلال فقد أكدت عبر بيان صحفي أنّ الإدارة رفعت خطاباً إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد التصريحات المستفزة والمتناقضة من رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم طالبت فيه بإسناد جميع مباريات الفريق الأول لكرة القدم على أرضه وخارج أرضه إلى حكام أجانب مع تكفّلها بقيمة إحضارهم طوال الموسم الرياضي الحالي.. كما بدأت الإدارة القانونية بنادي الهلال اتخاذ الإجراءات الرسمية تجاه الإساءات والاتهامات التي أطلقها عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبداللطيف بخاري وذلك للرفع بها إلى جميع الجهات المعنية على اعتبارها تنافي النظام الأساسي للاتحاد الداعي لمحاربة التعصّب والبعد عن التشكيك الدائم بعدالة المنافسات والبطولات التي تقع تحت مظلّته.. والسؤال الأهم إلى متى سيعاني هذا الاتحاد من تبعيات ضعفه بسبب تطاول أعضائه ولماذا يفتح الباب على مصراعيه للتصاريح ولماذا لا تقتصر التصريحات على اللجنة الإعلامية والمتحدث الرسمي للاتحاد (فقط)؟