|


مساعد العبدلي
انتخابات بالتعيين
2016-08-28
أجريت يوم الخميس الماضي انتخابات مجالس إدارات الاتحادات الرياضية السعودية.
ـ الغريب (والمضحك) أنها رسمياً يطلق عليها (انتخابات) بينما هي في حقيقة الأمر لا تمت للانتخابات بصلة.
ـ من يخوضون الانتخابات (فعلياً) هم شريحة الأعضاء الذين لن يكون لهم أي دور أو تأثير في عمل مجالس الاتحادات.
ـ بالتأكيد ستستغربون لكنني سأشرح لكم.
ـ آلية تشكيل مجالس الاتحادات الرياضية في الدورة الحالية ستكون على منوال المجالس القديمة....الرئيس و50% من الأعضاء بالتعيين بينما الـ50% المتبقيين من الأعضاء هم من سيخوضون الانتخابات.
ـ بمعنى لو افترضنا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة سيتشكل من الرئيس و10 أعضاء فإن الرئيس و5 من الأعضاء سيتم اختيارهم بالتعيين من اللجنة الأولمبية بينما (كل المتقدمين لعضوية مجلس إدارة الاتحاد) سيتنافسون على 5 مقاعد.
ـ بالطبع قرارات الاتحاد ستكون (في غالب الأمر) خاضعة لرغبة الجهات الرياضية العليا من خلال الرئيس المعين ومعه الأعضاء المعينون، ما يعني أن الأعضاء المنتخبين مجرد إكمال نصاب لا يمكن أن يكون لهم تأثير على قرارات المجلس.
ـ لا أشكك في نوايا المسؤولين عن الرياضة السعودية في طريقة اختيارهم للمعينين (رؤساء وأعضاء)، لكنني لا أرى أي داع لذلك وكان من المفترض أن تكون كل المناصب عن طريق انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع ضوابط وشروط تضمن أن من يدخل السباق الانتخابي هو بالفعل مؤهل لتقديم إضافة للعبة التي فاز برئاسة أو عضوية اتحادها.
ـ أما التعيين (فربما) يخضع للمحسوبية أو لاختيار شخصيات لا تناسب هذه اللعبة أو تلك أو (وهو الأخطر) أن (يشعر) المعينون بالولاء للجهة الرسمية الرياضية العليا وبذلك لا يكونوا مطلقي الحرية في قرارهم (ولو مجرد شعور ودون تدخل من المسؤولين).
ـ بل ربما أن يتم التعيين لرئيس أو أعضاء لا يملكون القدرة على خدمة الاتحاد الذين عينوا في مجلس إدارته إما لعدم رغبتهم بالاتحاد نفسه أو لعدم إلمامهم باللعبة ذاتها.
ـ من خلال متابعتي للانتخابات سمعت (لا أعلم هل هذا صحيح أم لا) أن لا متقدمين لعضوية مجلس إدارة اتحاد الجودو... للمعلومية مجلس الإدارة يتشكل من 5 أشخاص (الرئيس و4 أعضاء).
ـ لا ألوم المنتمين لهذه اللعبة بعدم تقدمهم للعضوية لأنهم سيتسابقون على مقعدين (شكليين) فقط بينما التأثير سيكون للرئيس والعضوين الآخرين القادمين بالتعيين.
ـ صدقوني لعبة كالجودو نادرة ومتخصصة بشكل دقيق لايفهمها ولا يجيد إدارتها سوى المتخصصين بها، كانت ستشهد تقدم الكثيرين لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة لو كانت الانتخابات كاملة، لكن التعيين (ربما) دفع بعشاق وممارسي هذه اللعبة للانسحاب.
ـ لا يمكن أن تنجح الألعاب الرياضية ما لم يتول إدارتها المختصون فيها والفائزون بالانتخابات، أما إذا تولى أمر إدارتها معينون فلا أعتقد أنها ستحظى بأي تطور والتجارب الحالية خير دليل.
ـ عودوا للوراء 30 عاماً لتجدوا أن رؤساء الاتحادات الرياضية الذين تولوا رئاسة اتحادات رياضية للعبة (مارسوها) لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.
ـ كيف تتوقعون إنجازات من اتحادات لا يرأس مجالس إداراتها ولا ينضم لعضويتها ممارسون أو منتمون لذات اللعبة؟
ـ لماذا لا نجرب انتخابات حرة نزيهة (كاملة) من خلال شروط تضمن أن القادمين للمجلس هم من ممارسي وعشاق اللعبة مع وضع ضوابط صارمة جداً لمراقبة عمل كل مجلس منتخب؟