|


بدر السعيد
هل يتذلل العسير من عسير؟
2016-08-29
تحت تلك السماء المكتظة بسحابها .. وفي الأجواء الباعثة للهدوء وراحة البال .. وفوق تلك الجبال الشامخة برجالها وأبطالها وكرم أهلها .. وسط ذلك كله أراد صناع القرار في الحركة الإعلامية الخليجية أن يلتقوا .. اختاروا أن يقولوا كلمتهم ورأيهم هناك .. في عسير .. إلا أن رأيهم هذه المرة لن يوجه للملأ .. ولن ينقدوا فيه الآخرين .. بل هو رسالتهم منهم وإليهم ..
هكذا ظهر لي الانطباع الأولي حين مضت الأربع والعشرين ساعة الأولى على وصولي إلى أبها تلبية للدعوة الكريمة التي تلقيتها من الإخوة الأحبة القائمين على الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي للمشاركة في تقديم محاضرة وورقة عمل ضمن جدول أعمال وجلسات منتدى عسير الدولي للإعلام الرياضي الذي زاده فخراً وأهمية تلك الرعاية الكريمة من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز (حفظه الله) .. الرجل الذي لم يكتف بأن يكون في مقدمة حضور المنتدى بل بات واضحاً لكل من شارك في المنتدى مدى حرصه في تذليل مختلف الصعاب التي واجهت المنظمين .. ومساهمته الكبيرة في دعم الاستضافة بجميع جوانبها .. وهو الأمر الذي لم يكن مثار استغراب الجميع .. لإدراك الضيوف والمشاركين بما تحظى به الرياضة من أهمية ومكانة لدى أصحاب القرار في بلد بدأ خطواته الحثيثة في رؤية شمولية واسعة طموحة جعلت من الشباب وأجيال المستقبل محور اهتمامها ..
انتهى اليوم الأول بكل ما صاحبه من افتتاح رسمي .. ومحاضرات .. وجلسات حوارية .. ولقاءات جانبية .. تركت انطباعها الأولي لكل من حضر وشارك بأن أبرز أهداف المنتدى قد تحققت بالفعل وهي التقاء الأشقاء الخليجيين مجدداً وتحت سقف الإعلام الرياضي هذه المرة .. والأمل يحدونا بأن تتحقق باقي الأهداف بعون الله وتوفيقه..
ندرك يقيناً نحن الخليجيون أن الهم واحد .. والمصير واحد .. والطريق واحد .. والهدف واحد .. وهو الارتقاء بالشباب الرياضي الخليجي إلى المستوى الذي تطمح قياداتنا وشعوبنا أن تصل بهم إليه .. فهل يكون هذا المنتدى أحد المنعطفات التي ستغير مسار إعلامنا الرياضي الخليجي نحو الإصلاح؟ هل سيكون هذا المنتدى بمثابة الفرصة السانحة لصناع القرار الإعلامي الرياضي للتصالح مع الذات .. ونبذ كل ما من شأنه أن يفرق بين شبابنا أو يزيد من حجم التعصب بينهم؟ هل سيكون لهذا المنتدى مساهمته البارزة في تبني مبادرات واقعية صادقة وفاعلة تأتي بمثابة الوصفات العلاجية لكل داء أصاب الإعلام؟
جميع ما سبق من تساؤلات لا يعدو كونه أمنيات وتطلعات الكثير من العقلاء في مجتمعنا الرياضي الخليجي .. وهي أمنيات لن تتحقق إلا بالالتزام بالأمانة الملقاة على عاتق كل إعلامي أياً كان مركزه وموقعه .. وستظل كل تلك الأمنيات وغيرها مجرد أحلام غير قابلة للحدوث ما لم يتم تبني سياسيات إعلامية واضحة تتغير معها لغة الطرح .. وترتقي بها محاور العمل وأساليبه .. وتتوحد فيها الأهداف السامية لتأخذ مكانها في مقدمة أولويات كل إعلامي مؤتمن على حرف يكتبه هنا .. أوعبارة ينطقها هناك.
فهل سيكون لعسير دورها الرياضي هذه المرة .. بأن يطلق الإعلاميون من خلالها مبادرة أو إعلان أو وثيقة أو نحوها لتكون بمثابة المعول الذي سيذلل العسير في إعلامنا الرياضي الخليجي؟ .. صدقوني تستطيعون فعل ذلك.
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.