|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
نحو مدرسة رياضية نموذجية
2016-08-31
إن الاهتمام السائد في المجال الرياضي يركز على التنافس الشديد على المستويات المحلية والإقليمية والدولية حتى يتم الانتقاء من قاعدة عريضة للاعبين في مختلف الألعاب الرياضية المختلفة، ولهذا فإن الرؤية المستقبلية التي لابد أن تعتمد عليها اللجنة الأولمبية السعودية في جهودها للتطوير والتنمية هو دخول شراكة واضحة ومكتوبة ومرسومة مع وزارة التعليم بحيث تحتم تعديل المسار من أجل نشر الرياضة للجميع من خلال الرياضة المدرسية وإرساء معالم نظام رياضي عالمي وإقليمي ومحلى جديد .. يعلى من شأن الإنسان بدءًا من الطفولة المبكرة وطوال مراحل التربية المستمرة مدى الحياة بحيث يتعين تصحيح وضع الرياضة المدرسية والرياضة للجميع، بحيث يأخذا مكانهما الصحيح وأن تتوفر لهما الإمكانات الضرورية في مواجهة رياضات المستويات العليا في قطاع البطولة، التي تستقطع أغلب الإمكانات والميزانيات والاهتمامات خاصة أن الرياضة المدرسية هي الأساس المنطقي لرفع مستوى رياضات المستويات العليا على المدى البعيد، وذلك باستخدام المنهج العلمي في انتقاء المتميزين رياضيا وتوجيههم لممارسة الرياضات والألعاب الأكثر تناسبا مع إمكاناتهم واستعداداتهم البدنية والنفسية والعقلية بالإضافة إلي ظروفهم الاجتماعية، ولهذا اقترح مشروع المدرسة الرياضية النموذجية من خلال فتح مدرسة تعليم عام بالتنسيق مع وزارة التعليم ويتم تجميع أفضل الرياضيين في الألعاب الرياضية للدراسة بها بانتقاء علمي وفني مدروس عن طريق فنيين وأصحاب اختصاص من الاتحادات ويمكن الاستفادة من هذا المشروع في كل مدينة أو كل منطقة على الأقل ويتم تكثيف ممارسة الطلاب للرياضة من خلال التركيز على الألعاب الذين تم انتقاؤهم لها على أن يتم تطوير مناهج التربية البدنية بحيث تركز على برامج الإعداد البدني العام لكافة المراحل الدراسية، مع إتاحة الفرصة للطلاب لممارسة إحدى اللعبات في ضوء استعداداتهم وقدراتهم بالاتساق مع الإمكانات المدرسية حتى لو يتم زيادة وقت اليوم الدراسي ويستكملون التدريب والنشاط في الفترة المسائية، على أن يتم توفير الكتاب المدرسي في مادة التربية البدنية، وإجراء اختبارات اللياقة البدنية، مع الطابع الاختياري المرن والمحبب والمشوق، وأن تكون (درجات مادة التربية الرياضية) نافعة ومميزة للطالب المتفوق، وغير ضارة بالطالب العادي إلى أن يتوفر المناخ العام المؤيد لجعل مادة التربية البدنية مادة أساسية مثلها مثل المواد الأخرى. لقد آن الأوان كي تصبح مادة التربية البدنية مادة أساسية في كافة مراحل التعليم من الحضانة فبهذا سنضمن وجود الطلاب المميزين رياضيا يتدربون تحت سقف واحد وبإشراف فني جيد وهذه التجربة على حد علمي مطبقة في تونس وأعطت نجاحا لأن اللجنة الأولمبية لايمكن أن تعمل لوحدها في ظل رياضة تحتاج إعادة كاملة لمنظومتها.. والله الموفق.