|


وحيد بغدادي
ضاعت روح الأخضر .. ما بين (جيل) و(جيل)
2016-08-31
قبل أيام كتبت مقالاً بعنوان: "كبير.. يا موجابي" أشرت فيه إلى ما قام به الرئيس الزيمبابوي "روبرت موجابي" بسجن الوفد وكل الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية لعدم حصولهم على أي ميدالية وطالبهم بتعويض الأموال التي صرفتها عليهم الدولة لأنهم خذلوها وبذّروا أموالها ووصفهم بالفاشلين وبــ"الجرذان".. كما أنه قال: "إذا لم تكونوا مستعدّين للتضحية أو الحصول على ميداليات من نحاس أو من الزنك مثلما فعل جيراننا في بوتسوانا فلماذا ذهبتم إذاً لتبذير أموالنا" بل وقضى بأن "يعوّض هؤلاء الرياضيون الدولة عن الأموال التي بذّروها هناك، حتى لو تطلّب الأمر عشر سنوات لتسديدها".. وقارنت بين حجم الإنفاق الذي تم إنفاقه على تجهيز الرياضيين المشاركين من زيمبابوي في أولمبياد #ريو2016 مقارنة بما تم صرفه على الوفد السعودي المشارك، الذي خيب الآمال بعدم تحقيق أي ميدالية حتى من (ورق) بل تم الحصول على المراكز الأخيرة أو ما قبلها في جميع المشاركات.. وهو الأمر الذي ليس بمستغرب في ظل عدم الاهتمام بالألعاب الفردية أو الألعاب المختلفة وكذلك الفئات السنية التي هي في الأساس منبع المنتخبات الأولمبية والتي غابت طويلاً عن دورات الألعاب الأولمبية وانعكس ذلك حتى على أداء منتخباتنا الوطنية.. حتى في كرة القدم التي يصرف عليها مئات الملايين وبدون تحقيق أي إنجاز يذكر! ولذلك فإنني ومع بدء التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لا أجد للاعبي منتخبنا أي عذر بعدم التأهل في ظل توافر جميع الإمكانات.. ويجب أن يكون لديهم حس وطني عالٍ لتحقيق هذا الإنجاز والتأهل لكأس العالم في روسيا 2018.. فقد غبنا كثيراً عن المشهد العالمي وباتت الأجيال الحالية لا تعرف معنى الفرح على المستوى الوطني للمنتخبات.. وفي حال لم يتم تقديم مستوى يليق بالتأهل فإنه يجب أن يتم تعويض الدولة عن جميع ما أنفق على هذا المنتخب كما فعل "موجابي" ولو تم خصم ذلك من رواتبهم لسنوات قادمة..
يجب على الجيل الحالي من اللاعبين أن يتعلموا من الأجيال السابقه التي حققت الإنجازات تلو الإنجازات ويقدموا لنا نفس الروح التي كان الكل يتغنى بها.. في أحد اللقاءات التلفزيونية مع كابتن المنتخب اللاعب صالح النعيمة حكى عن تلك الروح وكيف أنه أصيب في رأسه بجروح بالغة في كأس آسيا 1984 في مباراة الكويت وكان المدرب خليل الزياني يريد استبداله ولكن! الأسطورة ماجد عبدالله رفض خروجه نظراً لقيمته كقائد في الملعب ورغم عدم وجود (مخدر موضعي) تمت معالجة الجروح بست غرز وبدون (بنج) واستكمل المباراه التي انتهت بفوز الأخضر 1ـ0 وكم نفتقد اليوم لهذه الروح وهذه القيادة في الملعب؟ وفي تصفيات كأس العالم 1994 تسبب الحارس محمد الدعيع بالخطأ في دخول هدف في مرماه أمام كوريا الجنوبيه وظهرت ملامح الألم في محياه طوال المباراه إلى أن سجل أحمد جميل برأسية هدف التعادل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وإذا بالدعيع ينفجر بفرحة هيستيرية تعكس مدى المعاناة والرغبة في التأهل.. فيما نشاهد جيلنا الحالي يبتسم بعد دخول الأهداف في مرمانا.. للأسف لا نفتقر للمواهب بل ما نحتاج إليه هو الجدية والقتالية والإحساس بقيمة الشعار الذي يرتديه اللاعب فهو يمثل وطناً.. فهو سفير لأكثر من ثلاثين مليون سعودي يهتفون للأخضر ويدعون لهم لنثر الفرح.. ما نحتاج إليه منهم اليوم هو استشعار تلك الروح والقتال وحرث الملعب وتسجيل أسمائهم بحروف من ذهب في سجلات بطولات كأس العالم.. فلننشرها دعوة للتفاؤل بالفرح وكلنا ثقة بالتأهل بإذن الله.. ومعاك يا الأخضر.. وعلينا الحضور وعليكم العبور.