|


د. حافظ المدلج
وغداً أمر
2016-08-31
كلمتان من الحكمة والحزم والعزم قالها "امرؤ القيس" للدلالة على البدء في الغد رحلة الدفاع عن المجد والبطولة، ولذلك يتذكرها العرب كلما عاشوا تجربة مماثلة تتطلب فتح صفحة جديدة من الجديّة والعزيمة على تحقيق الأهداف الصعبة وتحدي العقبات مهما بلغت صعوبتها، ولذلك أتذكر ذات العبارة ومنتخبنا الوطني يبدأ غداً رحلة البحث عن مقعد يؤهل الصقور الخضر لكأس العالم 2018 بعد إخفاقين قاسيين في التأهل لـ2010 و2014.
ولكي نعلم صعوبة المهمة الوطنية فإن البعض يرى أن المباراتين القادمتين أمام أضعف فريقين في المجموعة من حيث التصنيف (تايلاند، العراق)، وهما بالتأكيد أصعب ممن يتصور البعض، بل إنني لا أبالغ إذا ذكرت أن لتلك المنتخبات طموحاً يشابه طموحنا بعد أن أثبتت البحرين قدرتها على الوصول للملحق المؤهل لكأس العالم مرتين بكل جدارة واستحقاق.
مباراة الغد أمام "تايلاند" تمثل الخطوة الأهم في طريق الألف ميل حيث تمثل النقاط الثلاث مطلباً لا يمكن القبول بغيره مهما كانت الظروف، فهي المباراة الأسهل أمام المنافس الأضعف في مجموعة حديدية أوقعتنا القرعة فيها مع كل من اليابان وأستراليا والإمارات والعراق وتايلاند التي تحتل المستوى السادس في التصنيف، ولكن نجوم منتخبنا مطالبون باحترام الخصم أولاً ثم التركيز طوال وقت المباراة حتى لا تضيع فرص محققة للتسجيل أو تستقبل شباكنا أهدافاً سهلة في الوقت القاتل تتسبب في ضياع ثلاث نقاط يفترض أن تكون محسومة.
وقد علمتنا كرة القدم أن الفرضيات شيء والواقع شيء آخر، فكم من مباراة كانت على الورق محسومة لصالح الفريق الأقوى الذي تساهل ولم يحترم خصمه فدفع الثمن غالياً بخسارة مفاجئة أشبه ما تكون بخسارة مهد كرة القدم إنجلترا أمام آيسلندا في مباراة لن ينساها التاريخ، لأنها تجسد المعنى الحقيقي لقسوة المجنونة على من لا يحترم خصمه ويتعالى على الكرة.

تغريدة tweet
تشرفت بعضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم حين تأهل منتخبنا الوطني لكأسي العالم 2002 و2006 في ظروف مختلفة تماماً، فخطف بطاقة التأهل بذراعه (كما يقال) في مرة واحتاج لأبطال البحرين في الأخرى حين هزموا إيران بثلاثية، وأرى أن فرصنا هذه المرة في التأهل لكأس العالم 2018 مرتبطة بنتائج الآخرين أكثر من اعتمادها على نتائجنا، وربما تتمكن الإمارات أو العراق أو تايلاند من تعطيل المنافسين على البطاقات الثلاث لصالح صقورنا الخضر بإذن الله، ولكن ذلك يعتمد أيضاً على عدم تفريطنا بالنقاط أمام تلك المنتخبات الثلاثة فالفوز بست مباريات أمامهم يضمن المركز الثالث، وعلى منصات التأهل نلتقي.