|


سلطان رديف
هل استوعبوا الدرس؟
2016-09-25
أرجو أن تكون الأندية السعودية استوعبت الدرس جيداً من تجربتها مع الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال السنوات الأربع الماضية واستطاعت أن تقيم المرحلة التي اتسمت بتراجع كرة القدم السعودية، وكثرت فيها المشكلات والقضايا التي كان يصدرها مجلس الإدارة وأعضاؤه الكرام وهمشت فيها الأنظمة واللوائح، فحتى النظام الأساسي لم يستقر وتم تغييره أكثر من مرة حتى أصبحت الجمعية العمومية نكرة في نظام لا يقوم إلا عليها.
لن أطيل الحديث عن اتحاد أشاهده اليوم يذهب غير مأسوف عليه، سلبياته أكثر من إيجابياته ولو كان المقام يتسع هنا لفصلنا كل تلك السلبيات ولعددنا الوعود ولكشفنا الكثير والكثير من الأخطاء ولكني سأطلب من الجمعية العمومية في اجتماعها المقبل طلباً واحدا أرجوا أن تقبله وتطرحه بكل تفاصيله بأن تفتح ملف كأس الخليج بكل تفاصيله المالية وعقوده لأنني أستعجب لماذا هناك من يتهرب من الحديث عن ذلك الملف حتى الشركة الإيطالية تتحفظ في الحديث عنه.
الجمعية العمومية هي الأساس وهي المشرع وهي القادرة على صناعة العمل ابتداءً من اختيارها لمجلس الإدارة، مروراً بمراقبتها ووصولاً لمحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة وعلى الجمعية العمومية أن تمارس دورها بكل أمانة فهي المظلة المؤتمنة على مصالحنا الوطنية في كرة القدم وعلى كل عضو أن يستشعر هذه المسؤولية.
نحن اليوم أمام انتخابات مقبلة لمجلس إدارة جديد بنظام أساسي مختلف وفي زمن متطور نحتاج فيه لكفاءات تملك الخبرة والقدرة على صناعة التغيير وتستطيع أن تواكب العصر، لديها رؤية وهدف واضح تحاسب وتراقب وفق برامجها وتعهداتها فتلك الكراسي نريدها للعمل وليس للواجهة الاجتماعية أو طريقاً لجمع المناصب قارياً ودولياً كما فعل من هم على الكراسي اليوم، وليست محاصصة تقدم لهذا وذاك تلبية لنظام المصالح، فمن يتجول اليوم على الأندية يطلبها العضوية الشرفية والتصوير ويطلب بيانات لمدحه ليس شخصاً يستحق أن يكون رئيساً بل يستحقها من يعرض فكره وبرنامجه للناخبين يذهب يحاورهم ويقنعهم ويقدم لهم حلولاً لمشاكلهم، فنحن نعلم أن هناك مرشحين يعلمون هم قبل غيرهم أنهم لن يقدموا شيئاً وليس لهم حظ بالفوز وطريقة عملهم تخبرنا أنهم يبحثون عن وهج إعلامي وليس عملاً وطنياً، وأعتقد أن بعضهم احترق كرته قبل أن يقدم برنامجه.
على الأندية وهي الناخبة أن تعلم أن منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ليس منصباً يستهان به، وأن هذا الاتحاد له أهمية كبرى في منظومة الرياضة السعودية بل وتأثير قوي في المجتمع وعليكم أن تسألوا اتحاد القدم كم كانت مدخولاته خلال السنوات الأربع الماضية، وماذا صنع بها وما هو التغيير الذي أحدثه في ظل أنه كان يستطيع أن يصنع ثورة في العمل ويسجل تاريخاً جديداً لكرة القدم السعودية ولكن (على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ).