|


سلطان رديف
للتاريخ وللعقلاء
2016-10-23
المسؤولية أياً كانت هي منبع داخلي يتحلى بها الشخص في أداء عمله وممارسة دوره في المجتمع الذي يعيش فيه، وفي محيطه الذي يعمل به، ولا شك أن تحمل أمانة المسؤولية هي متفاوتة ما بين شخص وآخر ينتجها ويكونها ثقافة ووعي كل منا، وكل عمل هو مسؤولية، وكل مسؤولية هي أمانة وتتضاعف وتكبر كلما اتسعت دائرتها وتأثيرها.
الإعلام هو أمانة القلم والكلمة سواء كان مسموعاً أو مقروءاً أو مشاهداً، وفي السابق كان الإعلام أكثر مسؤولية لأنه كان بيد جهات معدودة، أما اليوم مع تعدده واختلاف أشكاله وبعد أن أصبح بيد كل واحد رأينا الإعلام أكثر غوغائية، واستخدمه ضعاف النفوس ضد شبابنا وشباتنا ومجتمعنا وضد قيمنا وأخلاقنا وديننا وأمننا، لذلك نشاهد اليوم الجهات الأمنية بمختلف قطاعاتها تقبض وتؤدب وتنظف المجتمع من مثل هؤلاء.
ولأننا هنا نتحدث عن الرياضة فأستطيع بعد ما يقارب 19 عاماً قضيتها في الإعلام الرياضي أن أسجل شهادة للتاريخ بأنه لم يصادفني في يوم من الأيام أن طلب مني مسؤول أن أكون متعصباً، أو أن أكتب لهذا النادي أو ذاك أو لهذه الشخصية أو تلك، وفي ذات الوقت لا أنكر بعض الأحداث التي تحدث بسبب ردة فعل غاضبة عن بعض ما ينشر تتفاوت حدتها فتلك طبيعة البشر ولكنها كانت وقتية وتنتهي ونعود إخوة متحابين، ولي في ذلك تجارب عدة ولم تُخَلِف برغم حدتها كرهاً أو ضغينة لأن أي مسؤول ممن شاهدتهم عندما يعلم أنك صادق أمين فلن يتردد بأن يقف لك احتراماً وتقديراً فليس المهم اليوم التفاصيل بقدر أهمية النتائج.
ما تشاهدونه اليوم من تعصب أو تجاوز في القول عبر بعض المنصات هو نتيجة لرغبات وأهواء وثقافات شخصية لهذا أو ذاك، وهو نقص في الوعي والفكر وكل منهم يريد أن يحقق مكاسبه الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب المهنة والمجتمع لذلك سنجد العقلاء منهم يبقون ينتجون لصالح المجتمع والوطن يتنقلون هنا وهناك ونقيضهم مهما كسبوا اليوم فإنهم يختفون في لحظة، وسبق وقلت إن الإعلام عبارة عن أدوات إذا سحبنا الأدوات من أيدي المتعصبين ووضعناها في أيدي العقلاء حينها سنرى أن المنتج يختلف والثقافة تختلف والطرح يختلف، خاصة أننا نسير في أرض خصبة مساحة الإبداع والعمل فيها كبيرة وواسعة ومتنوعة، ولعلي اليوم أستشرف وأرى وعياً لدى المجتمع يرفض الكثير من التصرفات ويحارب خطاب التعصب ويفرق بين النافع والضار، ومع هذا مازال هناك قلة أصواتهم أعلى من فكرهم وإزعاجهم أعلى من إنتاجهم، لذا أطلب اليوم من العقلاء أن يجتمعوا لنقدم حراكاً مختلفاً ومنتجاً نافعاً وثقافة مؤثرة فنحن أبناء بلد أرضها وجذورها طيبة نافعة، الخير فيها وفي أهلها فطرة حقاً علينا اليوم استثمارها.