|


سعيد غبريس
صراع العائدين والغائبين
2016-10-28
كنت وما زلت من المقتنعين بأنّ الدوري السعودي هو الأقوى عربياً، مستنداً على شدة التنافس على اللقب بين خمسة أندية على الأقل، مع دخول سادسٍ بين عامٍ وآخر دائرة الصراع التي لا تعتبر ضيقة باحتوائها نصف عدد الفرق المشاركة تقريباً.
وفي السنوات القليلة الماضية، انكسر "رتم" التنافس التقليدي على الألقاب بين الهلال والاتحاد والذي استمر حوالى عشر سنوات، ليقتحم اثنان من "قدامى المحاربين" جبهة "الحرب" على الزعامة، بعد انكفاء لسنوات بل لعقود عن المقدمة وعن أكاليل الغار، وكانت العودة المظفرة للنصر وللأهلي اللذين هيمنا على لقب الدوري والكأس أيضاً في السنوات الثلاث الأخيرة، مما أعاد "توازن الرعب" إلى ساحة الأقوياء.
بل إنّ فرق المقدمة المنكفئة، وتحديداً طرفي الصراع التقليدي لسنوات عشر، الهلال والاتحاد، يبدو أنهما مصممان على وضع حد لهذه القهقرة، وخاصة الاتحاد الذي "تمرد" على أوضاعه الإدارية والمالية ليتربع على الصدارة مداورة مع الهلال الذي استردها في الأسبوع السادس، وسرعان ما أعاد بطلا المواسم الثلاثة المنصرمة النصر والأهلي توازنهما بعد تذبذب في الأسابيع الأولى، وشحذا الهمم من مواقع قريبة للصدارة ليكونا مع شيخ الأندية الشباب وسادس الأقوياء هذا العام الاتفاق الذي وصل إلى الوصافة قبل أن يتراجع للمركز السادس، ولكن مع فارق بسيط في النقاط لا يتعدى النقطة أو النقطتين أو الثلاث أو الخمس، عن الفرق التي تسبقه في الترتيب، علماً أنّه يتخلف عن الأهلي بفارق الأهداف.
الصراع الشديد بين العائديَن للألقاب بعد عقود (النصر والأهلي) والغائبَين عن الدوري لسنوات (الهلال والاتحاد) تجلى بوصول هذه الفرق الأربعة الكبيرة إلى نصف نهائي كأس ولي العهد مع ملاحظة أنّ العائد لدوري جميل الاتفاق كان الوحيد من الفرق الممتازة الذي أُقصى عن دور الـ 16 لكأس ولي العهد، فيما الشباب الطامح للبقاء بين الأربعة الكبار على الأقل بقيادة المدرب الشاب الطموح سامي الجابر، أُقصي أمام الهلال فريق "الأسطورة" سابقاً لاعباً ومدرباً.
القوة والإثارة عنوانان لهذا الموسم لأنهما ينطبقان على مسابقتي الدوري وكأس ولي العهد، فخلال شهر ونصف الشهر من المباريات أنتجت المسابقتان 5 "ديربيات" و4 "كلاسيكويات" فشهد الدوري وكأس ولي العهد "ديربيين" (الاتحاد ـ الأهلي والهلال ـ الشباب) أمّا "الديبربيات" الثلاثة الأخرى فسيشهدها نصف نهائي كأس ولي العهد بين قطبي جدة وبين قطبي الرياض، إضافة إلى النهائي بالطبع. أمّا "الكلاسيكويات" الأربعة فحصلت في الدوري بما فيها مباراة اليوم بين الاتحاد والهلال في الأسبوع السابع.
عدا هذه القمم، ثمة مباريات شكّلت الإثارة بعينها، ومنها فوز الاتفاق العائد لدوري الأضواء على قطبي العاصمة الهلال والنصر. وإذا أضفنا فوز الخليج على النصر تكون الشرقية تفوقت على العاصمة. وتأتي ضربة أخرى للعاصمة وهذه المرة من حفر الباطن التي هزم فريقها الصاعد حديثاً فريق الشباب ليقف هذا الفريق في وسط الترتيب.
والحق يُقال، وبرغم التوقفات في الدوري، تُظلل الحماسة والإثارة هذا الموسم الكروي، فمع قوة التنافس في الدوري وكأس ولي العهد يمضي منتخب الشباب تحت 19 سنة نحو اللقب الآسيوي بفوزه على نظيره الإيراني أمس بعد التأهل للمونديال، وتزهو الكرة السعودية بتأهل المنتخب الأول لأمم آسيا وبفرصة العودة للمونديال.