|


فهد المطيويع
صراخ الوقت الضائع
2016-11-12
تعتبر الضجة المفتعلة تجاه لجنة التوثيق أمراً طبيعياً لمن يعرفون طريقة تفكير إعلامنا الرياضي وتعاطيه مع القضايا الرياضية مع أن التوثيق الرياضي عمل مؤسساتي تحتاج إليه الأندية ويحتاج إليه التاريخ لحفظ الحقوق وينهي المسلسل الذي تعودنا عليه من بعض من أقحموا أنفسهم في زمرة المؤرخين وهم أبعد من أن يكونوا كذلك، التوثيق بحد ذاته أمر طبيعي ولا يحتاج إلى كل هذا الضجيج وهذا النقاش البيزنطي! بصراحة الموضوع أبسط من أن يعطى كل هذه المساحة في الإعلام على اعتبار أن الأندية تقدم ما لديها من بطولات بمعايير معينة ليتم تدوينها للتاريخ وهذا ما حدث وهذا ما قامت به لجنة التوثيق الغريب في الموضوع وهو تحول الوسط الرياضي بقضه وقضيضه إلى مراكز إعلام للأندية بسبب هذه القضية دون النظر للمصلحة العامة ومصلحة رياضة الوطن للأسف تحولت الأولويات في عهد إعلامنا المتلون إلى إعلام أندية والدليل أن كل ما يطرح لا يخرج عن دائرات ما يطلبه المشجعون وما تطلبه الأندية لهذا غاب كل شيء حتى أسلوب الحوار الهادف والبناء ضاع بكل تفاصيله بسبب أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالحقيقة التي يعلمها المتابعون للبرامج الرياضية هي أن الغلبة دائماً ما تكون لصاحب (اللسان) الأطول والصوت الأعلى حتى لو كان أجوف وسطحياً في كل شيء على أي حال نشكر لجنة التوثيق على عملها الكبير ولا عزاء لأصحاب ضجيج الوقت الضائع الذين عجزوا عن تقديم ما يبرر ضجيجهم المزمن.

وقفة
أكثر الإعلاميين يجملون أحاديثهم بمثالية لا وجود لها خاصة عندما يتعلق بالنقد أو الاعتذار! فهم ينتقدون كل شيء ولا يقبلون النقد ويتجاوزون وأحياناً يقدمون على ما هو أكبر من ذلك ومع ذلك لا يعتذرون ويشحذون الاعتذار ممن يتجاوز أو يسقط عليهم! وأنا أعتقد أن أحد أسباب هذا التناقض أن اكثرهم يعيشون في أبراج عالية! (على ماذا ياهذا؟ من أنتم وماذا قدمتم)؟
سمعت أحدهم يسأل أحد ضيوف برنامج رياضي لماذا الهلال لم يشتك من عمل لجنة التوثيق؟ وختم السؤال بجواب بأن ما يمدح السوق إلا من ربح فيه! بصراحة وسطنا الرياضي يعيش على صفيح ساخن بسبب هذا الهلال فعندما يحضر هذا الهلال في اي شأن رياضي يفقد البعض (البصر والبصيرة).

خاتمة
عندما تحضر الأندية بمصالحها المختلفة يغيب المنتخب بكل تفاصيله! حقيقة لا يمكن إخفاؤها في ظل هيمنة مبدأ (شد لي واقطعلك).