|


فهد عافت
أوراق وأطباق!
2017-01-04

ـ التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان:

 

كتاب لتشارلز داروين، ترجمه إلى العربية د. محمد عبدالستّار الشيخلي، في هذا الكتاب ينتقل أمر الفِرَاسَة، من مجرّد تخمينات وظنون، يصعب خُلُّوّها من غَرَارِةٍ أو غرور، إلى حَصَافة عِلميّة، أكثر غَنَاءً وذكاءً!.

 

كتاب ممتع للغاية، يكشف ملامح الوجوه والعيون، وحركات الأيدي، وبقيّة أعضاء الجسم، كشفاً يقول لك ما إذا كنتَ، أو كان المقابِل لك، مُحبّاً، أو غاضباً، أو غيوراً، أو مُخادعاً، أو راغباً في الاعتذار، أو طامعاً، أو فخوراً، أو متكبِّراً، أو حتى منتظراً لإهانة قادمة!.

 

ـ "الفكاهة والضحك ـ رؤية جديدة".

 

: الكتاب رقم 289 من سلسلة عالم المعرفة، تأليف د. شاكر عبدالحميد، وينطبق على هذا الكتاب قول أبي تمّام: "الجَدُّ شيمته وفيه فُكاهةٌ".

 

طوراً، ولا جَدٌّ لمن لم يلعبِ"!، يتناول الكتاب بحرفيّة عالية في البحث، وبلغةٍ رشيقة مُسترسِلَة، وبأسلوب عذب أنيس، الفكاهة والضحك أدبياً وتاريخياً ونفسياً وأخلاقياً، يحاول اصطياد كافة زوايا المشهد، ويعرض لفلاسفة الضحك في الدنيا، الفكاهة والضحك كتاب شديد القيمة، ومن حسن الحظ أنه جذّاب أيضاً، رغم تلك الرزانة التي تتسم بها سلسلة عالم المعرفة تنضيداً وإخراجاً ونوعية ورقٍ وثبات لا بد منه في شكل الأغلفة، مهم جداً لمن يريد البحث عن الفكاهة والضحك: أعراضاً وأغراضاً وأمراضاً وعلاجات!، وأحسب أن كل مؤلفات الدكتور شاكر عبدالحميد ذات قيمة عالية، وفيها من التدبّر الجديد ما يمنح القارئ متعةً ويزيده ثَراءً، وهو صاحب كتاب "التفضيل الجمالي" الذي لو لم يكتب سواه لكفاه!.

 

ـ "شذرات من خطاب مُحبّ":

 

أحد أهم، وأجمل، وأرقّ، وأرشق مؤلفات رولان بارت، ترجمة د. علي نجيب إبراهيم، اسم الكاتب يكفي، وقد أكون تحدثت مرّةً، أو أكثر، هنا أو في أماكن أخرى، عن هذا الكتاب الرّهيف، لكنه يستحق فعلاً، هذه المرّة سأُضيف، أنه يمكن لك من خلال هذا الكتاب، القرب أكثر من مدارس شعرية كبيرة، مثل نزار قباني، وبدر بن عبدالمحسن، ولسوف تكتشف كم في شعر البدر من نمنمات، تظنها عابرة، ويُبيّن لك الكتاب مدى عمقها وأصالتها، في روح العاشق وطبيعته!.

 

أضرب لك مثلاً بسيطاً، نقرأ من الكتاب: " إذ كثيراً ما أهتاج، حتى قياساً إلى التّحفّظ الذي ألتزم به في الواقع، ذلك أن ما أقرأه في ألَم الآخر، في لحظة تَمَاهٍ نزيهٍ معه، هو أنه حصل من دوني"!.

 

..،"إن هو كابَدَ أَلَماً لستُ مُسبِّبَهُ، عرفتُ أنني لا أعنيهِ"!، بعد هذه القراءة يمكننا العودة لقراءة بدر بن عبد المحسن مثلاً في قصيدته "يطري عليه الوله" بمؤانَسَة جديدة: "كل ما شكا من عناه وهمّ غرباله.. أقول لعلّ به جرحٍ من أسبابي-!.

 

ـ "الطّبخ في الحضارات القديمة":

 

كتاب للجميع، لكنني أنصح به كفكرة، وأعرضه كاقتراح، لمن لديه مشروع مطعم، أو يريد فتح، أو تطوير مطعم، وأتوقع له نجاحاً باهراً، يعرض الكتاب لعدد كبير من الأطباق والوجبات والمأكولات في الحضارات القديمة، مأكولات من بلاد الرافدين، ومصر القديمة، والإغريق والرومان، أطباقاً فاخرة لعِلية القوم وقتها، ووجبات أخرى لعامّة الناس، ميزة الكتاب أنه يصلح مرجعاً ودليلاً لمن أراد خوض التجربة، يعرض المقادير، ويشرح أدوات الطبخ والسلق والشواء، ومعلومات مفيدة وطريفة عن كيفية عمل هذه الوجبات، وكيفيّة حفظها سليمةً وصحيّةً أطول فترة ممكنة، القمح والشعير وعدد كبير من الخضروات والملح والماء طبعاً، أبطال حكايات الأكل عبر التاريخ، وكذلك الزيتون والأسماك، والبيض دون أدنى شك!، البيض المقلي تحديداً يُذكّرني بحكاية لحبيب قلبي طلال الرشيد (رحمه الله)، كان ضحوكاً، ويمنح الأشياء البسيطة عمقاً ومرحاً، مرّةً سألنا: لماذا يفرح الرجال بمعرفتهم لقلي البيض؟!.

 

قلنا إجابات لم تصل لطرافة ونباهة رأيه، قال: لأنه في النهاية طبخ، ومعه يشعر أي رجل بأنه طبّاخ!.

 

كتاب الطبخ في الحضارات القديمة، لكاثي ك كوفمان، ترجمة سعيد الغانمي، وأؤكد أن اقتراحي للراغبين في مشروع مطعم بناءً عليه، ليس اقتراحاً هزليّاً أبداً، ومن الكتاب نقتطف:

 

"كل ما هو مطبوخ ينتمي إلى الثقافة، بينما ينتمي كل ما هو نيء إلى الطبيعة"!.