|


سعيد غبريس
عرّابها وراعيها
2017-01-06

عادل عزت رئيساً، وعادل البطي أميناً عاماً، عادلان مقربان جداً جداً جداً من الأمير عبدالله بن مساعد، وهذا أمر إيجابي لكرة القدم السعودية، لطالما أنّ رئيس الهيئة العامة كان يوحي ويلمّح بطريقة أو بأخرى، إلى أنّ الاتحاد السابق برئاسة أحمد عيد أول رئيس منتخب، لم يكن متوافقاً معه في بعض الآراء.. وهذا لا يعني بالضرورة أنّ ثاني اتحاد كرة منتخب برئاسة عزت، الذي كان ضمن إداريي الأعمال الخاصة للأمير عبدالله، سيتلقف أي تلميح أو إشارة ليقدِم على هذا القرار، أو يقلِع عن ذاك. بالرغم من أنّ الرأي السائد هو خلاف ذلك.

 

 

إنّ الانسجام بين اتحاد الكرة الجديد وبين الهيئة العامة للرياضة، سواء في التطلعات المستقبلية أو في المواقف حيال بعض القضايا المصيرية لكرة القدم، أو في الموضوع الرئيسي الذي يحمل شعار المرحلة تحت عنوان تخصيص الأندية، واقع وأكيد، بوجود مجلس إدارة دينامي وحيوي لاتحاد الكرة، وبوجود رجل يميل بالفطرة إلى اللعبة الشعبية على رأس القيادة الرياضية، وقد يكون الأمير عبدالله، بما عُرف عنه كمخطط بارع، وكخبير واسع الاطلاع على قضايا الاستثمار الرياضي، أنجز خارطة طريق يقدّمها هدية لاتحاد الكرة الجديد على طبق من فضة.

 

 

لا غرابة في ذلك، فالرجل الأول في الرياضة السعودية، حين يقدّم جهداً إضافياً لمصلحة اتحاد كرة القدم، فإنما يكون ذلك في صميم عمله، كون هذه اللعبة هي واجهة الرياضة في السعودية، كما في غيرها من البلدان في العالم، خصوصاً أنّ هذه اللعبة تنهض في هذه الفترة من كبوات السنين الماضية، بالتأهل إلى أمم آسيا، وبقطع شوط طويل في العودة إلى كأس العالم. وكلنا نعلم أنّ للأمير عبدالله لمسات واضحة في مؤازرة أحمد عيد الذي يصر البعض على أنه فاشل هو واتحاده!!.

 

 

ولا يخفى على أحد، أنّ رئيس الهيئة العامة للرياضة كان النجم الساطع في سماء الانتخابات المثيرة لمجلس إدارة اتحاد الكرة التي جرت وقائعها بحماسة وتنافس شديد على غرار ما يحصل في دوري جميل، بل في الموسم الكروي كله، فقد استخدم أسلوب التشويق (suspense) في عدم تجيير أصوات اللجنة الأولمبية الخمسة لأي من المرشحين الأربعة، وترك هذا للحظة الأخيرة، بحيث أتيح له أن يحصل على استطلاع للآراء بدون أن يسعى لذلك، وأظهر عن مرونة وسلاسة تدحض الآراء التي وصفها بعضهم بالطاووس.

 

 

ولا أريد استخدام كلمة دهاء، التي لا أستسيغها حين يطلقها بعض الإعلاميين على بعض المدربين.

 

 

ولكن بما نصف هذا الثناء اللافت لسلمان المالك، المنافس الأول لعادل عزت المحسوب إعلامياً، أقله، على الأمير الرئيس. وبما نفسّر تلك الإشادة بالخاسر والدعوة إلى حذو حذوه فيما قاله بعد سقوطه؟!

 

 

وقد كان الأمير عبدالله بن مساعد العراب الخفي لمسار انتخابات، بدت بحملاتها وإثارتها، كأنها تُجرى في بلد عريق في هذا المجال، في حين أنّ الحقيقة تقول إنها لا تزال في مرحلة المخاض.

 

 

وأكمل سموه راعياً ذيولها، مبيّناً للمعترضين طريقة الطعن، ومبدياً استعداده لتأمين سفرهم إلى زيوريخ محجة الاعتراض.

 

 

والحق يُقال، إنّ انتخابات اتحاد كرة القدم في السعودية كانت ظاهرة رياضية نجحت في كل الاتجاهات.. برامج للمرشحين، حملات ناشطة، صخب إعلامي، استبعاد مرشحين ثمّ إعادتهم، نجاح وتهانٍ وطعن، وحيادية تامة، ولكن السيناريو المعد سلفاً نجح نجاحاً باهراً، وتكلّل الإخراج بتوفيق منقطع النظير.