|


محمد الشيخي
حكم وصلحه.. يا مرعي
2017-01-06

- بات مرعي عواجي اليوم شخصية محورية هامة وهو يرأس لجنة حساسة كلجنة الحكام، حتى وإن كانت المهمة بالتكليف في فترة التسعين يوما هي مدة هيكلة اتحاد الكرة الجديد، ولعل حساسية هذه المرحلة ودخول المنافسة المرحلة الخطرة التي لا تحتمل أي خطأ تحكيمي، هي ما جعل أسهم عواجي في الارتفاع بين وسائل الإعلام، وترقب بعض الإعلاميين بأعلامهم الملونة وحتى الإعلام المعتدل لكل خطوة يخطوها، فهو رئيس لجنة حساسة يتمحور حولها النقد، مع أن الإعلام في كثير من الأحيان يتجنب الحديث عن هاورد ويب المحرك الرئيسي أو دينمو اللجنة والموجه لخياراتها التحكيمية في المباريات الاعتيادية أو المفصلية، ولا أدري لماذا؟.

 

 

- مرعي عواجي شخصية ذات خلق عال وأدب جم في التعامل، لكنه اليوم أشبه بعامل كان يعمل لدى محل تجاري ثم أصبح مديرًا لهذا المحل، وبالتالي أصبح يبحث عن تلبية الرغبات ونيل الرضا من الزبائن من أجل الاستمرار في مكاسبه والبقاء في موقعه أطول فترة ممكنة، طالما أنه تخلص من البضاعة غير الصالحة وأصبح يقدم لزبائنه سلعاً ذات جودة، ربما كان هذا ولازال حلمًا إلا أننا لا نستبعد تحقيقه في ظل اشتراطات معينة تعنى بقيمة المنتج ومدى الاهتمام به وتقديمه في قالب يرضي الرياضيين بمختلف ميولهم وانتماءاتهم.

 

 

- الزبائن هم الأندية، والبضاعة أو السلعة المربحة لأي رئيس للجنة الحكام هي الحكم الجيد الذي يقدمه ويمنحه الثقة ويحافظ عليه من الضغوط والوصاية الإعلامية، مع ضرورة الاستعانة بالخبرات العالمية في صقل الحكم المحلي وإزالة حالة الرهب التي لازال يعاني منها خوفًا من سقوط يعقبه ابتعاد أو إبعاد، وخوفًا من محركات الإعلام ذات الاتجاه الواحد التي ضاع بسببها حكام كانوا مؤهلين لمواصلة المشوار، إلا أنهم فجأة وجدوا أنفسهم ضد التيار فكان لزامًا على الشجاع فيهم أن ينهار.

 

 

- رسالتي للعواجي تتمثل في عدة نقاط أولها: العدل والمساواة ومخافة الله، وثانيها: تجاهل الإعلام الموجه الذي يضرب هنا لكي يرتعد من يجلس هناك، وثالثها: رعاية حكام شباب يملكون الجرأة على عدم التفريق بين الألوان، ورابعها: صقل إمكانياتهم وتطويرها بالمعسكرات، وإحضار خبرات عالمية في هذا المضمار، وخامسها: أن يستفيدوا من الأطقم التحكيمية التي تحضر لقيادة مباريات الدوري وكأس الملك، وينهلوا من خبرات هؤلاء الحكام المتمرسين في كيفية إدارة المباريات والثقة في القرارات وعدم الارتباك.

 

 

- أنا أجزم بأن قرار رفع عدد أطقم الحكام الأجانب في الموسم إلى ثمانية هو قرار في مصلحة الحكم المحلي، لرفع الحرج والضغوط عنه في ظل احتدام المنافسات، كما أنه بالون اختبار لأندية لا تطبق ذلك الخيار وكلامها في العلن يخالف ما هو خلف الستار.

 

 

- إطلاق سهام الانتقاد نحو المهنا بعد رحيله وتحميله أزمات التحكيم، مسرحية هزلية هدفها الضغط على مرعي عواجي، وهو أمام خيارين إما الاستسلام لهذا العمل الموجه أو السير باستقلالية تامة لا ترضخ لأي ضغوط أيا كان مصدرها، حتى تصريحات رؤساء الأندية وإدارييها طالما أنه يثق في عمله وقدراته، ومن المنطق أن يسير مرعي في هذا الاتجاه لاسيما أنه كان يعمل في مهمته السابقة على تطوير الحكام عبر دائرة معنية بهذا الأمر، وهؤلاء الحكام بحسناتهم وسلبياتهم هم مخرجات هذا العمل.

 

 

- إصلاح الحكام يأتي من داخل الحكام أنفسهم بالرغبة في النجاح واستبعاد الميول، ثم من اللجنة في إصلاح خطواتهم وتدريبهم وتقويم قدراتهم، وأمامهم فرصة كافية للعمل والاستفادة من الخبرات والخروج من دوامة الأندية وألوانها.

 

 

- سننتقد التحكيم طالما أن هناك أخطاء وهناك متضررين، وسنشيد بالحكم الأفضل ونحتفي به وبقدراته.

 

 

- صفحة الماضي فيها من المآسي التحكيمية ما يكفي، وتم الاسترسال في الحديث عنها أيضًا بما يكفي، وأمام مرعي عواجي فرصة اثبات وجوده بحسن خياراته، فهو اليوم صاحب سلعة قد تكون غير رائجة في هذه الفترة بالتوجه للأطقم الأجنبية ولكن قد تكون مربحة في المستقبل، وأنصحه بأن ينظر لجميع الأندية بمنظار العدل، والاختيار الأفضل والأمثل للحكام الواثقين من قدراتهم.. لا الانهزاميين الذين لم يعد لديهم إمكانية تقديم الأفضل والخوف من المستقبل، وحتى لا يقال لك يا رئيس اللجنة من الزبائن على ناصية الشارع: حكم وصلحه يا مرعي.