|


عدنان جستنية
الشحات "أدب" الأهلي بنار الغيرة
2017-01-06

لمن أبارك، للنادي الأهلي عودة لاعبه السابق سعيد المولد إليه، أم أبارك للاعب نفسه حجم "الذكاء" الخارق الذي استخدمه عبر طريق طويل "أنفاق وكباري" لجأ إليه بمساعدة والده، ليلقن الأهلاويين بـ"أدب" درساً لا ينسى في كيفية التعامل مع ابن من أبناء النادي لم يحسنوا "تقدير" قيمته المادية، ولا في أسلوب التعامل معه حينما كان لاعبا في صفوف الفريق قبل أن يوقع لنادي الاتحاد؟.

 

 

ـ أرى أن الاثنين يستحقان التهنئة، وإن كان اللاعب يستحق أكثر بمراحل، لأنه في الحقيقة "أدب" الأهلاويين عندما دفعوا له ثمناً بخساً لا يتناسب مع قيمته الفنية ناهيكم عن "مماطلات"، مما أدى بوالد سعيد إلى الظهور تلفزيونيا ليكشف نوعية ومساحة "التجاهل" وقلة الاهتمام التي وجدها ابنه من إدارة النادي الأهلي، "شابكا" نادي الاتحاد كناد تعامل في أسلوب التفاوض والمعاملة برقي جدا وسخاء مالي، مقابل عقد تم الاتفاق عليه بشيك مصدق ومميزات أخرى لم يجدها في "بيته الأول" الأهلي، مما تسبب في قبوله العرض الاتحادي بلا أي تردد.

 

 

- نار الغيرة كانت هي عنوان الخطة العريضة التي نصبها والده للأهلاويين بفكر"معلم"، لمعرفته كصحفي"خبير"حجم التنافس القائم بين الناديين "الاتحاد والأهلي" داخل الملعب وخارجه، حيث نجح بامتياز في "إثارة" الأهلاويين، لتدب نار الغيرة في قلوبهم، واصفا تعاملهم مع ابنه كـ"الشحات"، وهذا الشيء لم يجده في نادي الاتحاد، الذي فرش له الأرض بالحرير أثناء استقبال رئيس النادي له، وبالتالي تحولت "الرغبة" الفنية عند الأهلاويين إلى حالة "تحدٍ"، من خلال احتضان اللاعب والدفاع عنه تحت ستار "لعبة" تحريض وحماية تمت في الخفاء، واتفاق سري "نعطيك يلي تبغاه بس لا تلعب للاتحاد".

 

 

ـ هذا الاتفاق أعطى اللاعب وأباه حالة من الثقة و"الاطمئنان" بأن سلاح "نار الغيرة" أدى مفعوله والنجاح المأمول والمطلوب، وفي نفس الوقت كون عند اللاعب "الشحات" الاستعداد النفسي لمواجهة كل التحديات مهما كانت نوعيتها، فالعودة للأهلي باتت مضمونة بضمان "يا سعيد لا تخاف وراك ظهر قوي".. أقبل بأي قرارات وعقوبات ضدك والعب في أي ناد إلا الاتحاد".

 

 

ـ وكيلا يعتقد القارئ أن سلاح "نار الغيرة" لا أساس له من الصحة، أطرح عليه سؤالاً بسيطاً ومنطقياً جدا: ماذا لو كانت وجهة اللاعب لغير نادي الاتحاد؟ حيث اتجه للعب في ناد الرائد أو النصر، هل كانت الإدارة الأهلاوية ستتراجع عن موقفها والمبلغ المالي الذي أبلغت به وكيل أعماله لقبول العرض؟ أعتقد الإجابة لا وكلا وألف كلا، ولهذا من منطلق حقيقة أن سلاح "نار الغيرة" كان له دور مؤثر في كل هذه الأحداث والتحولات وتدخلات من عدة أطراف.. هنا وهناك، لجنة الاحتراف بالسعودية وفيفا وكاس ونادي الرائد.. واللاعب في جميع الأحوال "مبسوط"، أدب الأهلاويين بطريقة "مؤدبة"، حيث رد أولا اعتباره عائدا للأهلي بعد كل هذه "اللفة الطويلة" بكل ما ووجه من غربة وغياب عن الملاعب "معززا مكرماً"، إذ جعل النادي الأهلي هو "الشحات" الذي يطلب مودته ويخطب قربه مهما كانت "تكاليف" العودة، وهنا أجدني مباركا للنادي الأهلي عودة ابنه إلى بيته الثاني، بعدما فرض شروطه عليه وبالمبلغ الذي يريده، وبطريقة المثل القائل "يلي ما يرضى بالحمى يرضى بالنفاضة".