|


وحيد بغدادي
الإعلام الرياضي الجديد
2017-01-08

في باكورة اجتماعات اتحاد كرة القدم السعودي الجديد.. أقر المجلس عدة قرارات تتعلق بلجنة المسابقات والاحتراف، وتمديد عمل رؤساء اللجنتين إلى نهاية الموسم الجاري، إضافة إلى زيادة عدد الحكام الأجانب إلى (8) حكام في جميع المسابقات.

 

 

وهي المواضيع التي لاقت رواجاً كبيراً وتفاعلاً ملحوظاً بالوسط الرياضي خلال الأيام الماضية.. فيما شملت القرارات أيضاً اعتماد لائحة الضبط الإعلامي لمجلس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم.

 

 

وهو قرار رائع وجريء جداً وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يحظ بذلك الاهتمام الذي حظيت به باقي القرارات رغم أهميته وما سيترتب عليه من تغييرات كبيرة داخل منظومة اتحاد كرة القدم.. سبق وأن تطرقت في مقالات سابقة إلى أهمية الإعلام الجديد، ونوعية الأدوات التي يجب أن تتوافر لتحقيق النجاح المطلوب إعلامياً للمنظومة للرياضية، بما يتوافق مع الشكل التكاملي المطلوب.

 

 

يمثل الإعلام الجديد مظهراً جديداً ومختلفاً كلياً بجميع أدواته، ليس في إطار ومفهوم الاتصال فقط، بل في مجمل ما يحيط به هذا الإعلام من مفاهيم خاصة، كونه ما زال في معظم جوانبه حالة جديدة غير كاملة الفهم لدى المجتمع، وقد يساء فهمها واستخدامها نتيجة عدم اكتمال جوانب الوعي والفهم لخصائصه الكاملة.

 

 

وقد نجح الإعلام الجديد في تبني العديد من القضايا الهامة وتحويلها لرأي عام بعد أن يتم إثارة المجتمع ولفت أنظار المسؤولين إليها من خلال سرعة نقل نبض الشارع إلى قلب الحدث، كما أنها الطريقة الأسرع للشعور بهموم عامة الناس.

 

 

ولذلك فإن تجاهل استخدام قنوات الإعلام الجديد لأي جهة خدمية للمواطنين أو أي جهة استثمارية سيكلف هذه الجهات خسائر كبيرة ما لم تتوافر خطة واضحة للاستفادة من خصائص الإعلام الجديد والتي تضمن (التكامل، التفاعلية، التنوع، والجماهيرية، المشاركة والانتشار، تجاوز الحدود الثقافية وتخطي وحدتي المكان والزمان، معالجة مركزية الإعداد والبحث عن المصادر والتوزيع وتنوع المحتوى وسرعة التلقي وضمان الاستجابة عبر تعددية وسائل لفت الانتباه والتركيز).

 

 

وذلك من خلال اندماج وسائل الوسائط كــــ النصوص، والصوت، والصور الثابتة، والمتحركة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد وغيرها.. الأمر الذي سمح بظهور نوع جديد من الإعلاميين غير المتخصصين في الإعلام، إلا أنهم قد يتفوقون على أهل الاختصاص.

 

 

كما ظهرت منابر جديدة للحوار وأصبح بإمكان جميع أفراد المجتمع أن يتفاعلوا ويعلقوا بكل حرية وبسرعة فائقة على قضاياهم، (إلا أن هذه الحرية قد تشكل خطورة كبيرة إذا ما غابت الرقابة، لأنها تتيح نشر أخبار غير صحيحة وشائعات مغرضة وبعض الأفكار الخاطئة، وقد تقود المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه).. وهو الأمر الذي صنع (إعلام الجمهور إلى الجمهور)، ومعه لمسنا مضامين ثقافية وإعلامية جديدة كسرت احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى.

 

 

ولذلك يجب أن يتبنى اتحاد كرة القدم الحالي فكرة تأسيس (رابطة للإعلام الرياضي)، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام لتقنين وتطوير هذا الجانب، وتحقيق أعلى درجات الاستفادة والاستثمار الرياضي المطلوب عبر تفعيل الخدمات الإلكترونية، والتطبيقات المتنوعة باستخدام الهواتف المحمولة، مع ضرورة توفير الرقابة والقوانين اللازمة للحد من أي تجاوزات إعلامية، مع ضرورة العمل بجدية على زيادة وتنمية الوعي لدى الشباب ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.. هذا إذا ما أردنا مواكبة المشروع الوطني للتخصيص.

 

 

علماً بأن جميع خطط الاستثمار الرياضي لن تنجح ما لم يتم توظيف واستخدام هذه الأدوات الإعلامية بشكل تسويقي سليم وفعال، لتحقيق العوائد المطلوبة لتطوير بيئة الرياضة، ومفاهيم الوعي لدى جماهير كرة القدم تحديداً في المستقبل.