|


سلطان رديف
متفائلون يا متعصبون
2017-01-08

الحياة والنجاح يصنعهما التفاؤل، الذي هو محفز داخلي، وثقة بالنفس، ونظرة أمل نحو المستقبل، ولا يمكن لمتشائم أن يصنع الفرق في حياته، أو أن يكون مؤثراً في حياة غيره لأنه محبط بطبعه، يقتل حلمه وأحلام الآخرين، لذلك صانع النجاح لابد أن يتحلى بثلاثة أمور مهمة وهي: التفاؤل والجد والإقدام في كل الظروف، فليس هناك مستحيل.

 

 

 

في الفترة الماضية لم أتحدث عن المرشحين لرئاسة اتحاد كرة القدم، لأن واجبنا في ذلك الوقت أن نكون في خانة الحياد أمام أربع شخصيات، كل منهم لديه القدرة على أن يقدم عملاً وطنياً لبلده وشبابها ورياضتها، فلا يمكن أن أنحاز لشخص دون آخر، وليس هناك عمل أحكم من خلاله، وبعد نتائج الانتخابات التي واكبها عمل ظاهر قلت إن ثقافة الفكر انتصرت على ثقافة المال، لأن هناك مرشحين تحدثا بلغتين مختلفتين، وكل منهما قدم مدرسته الخاصة، فكان صندوق الاقتراع منحازاً بفارق كبير للغة الفكر عن لغة المال، ولكن الضحية الكبرى في تلك الانتخابات وما سيسجله التاريخ أن هناك إعلاماً سقط على المستوى المحلي والخليجي، وأن من كانوا يدعون الحياد كشفت الانتخابات الوجه الحقيقي لهم، ومارسوا لغة التشاؤم بعد أن تبخرت أحلامهم، وخاب ظنهم، وقتلت مصالحهم، بل إن ما جعلني أكثر سعادة أن من كان يعتقد أنه صاحب تأثير (تويتري)، أو من صدق ثقافة (تويتر) فشل أمام 47 ناخباً، فمن حقي اليوم أن أرجع وأقول إن الميدان هو مصنع النجاح دائماً، وهو لغة كل العصور، وليس إعلامهم الجديد، ففي الميدان عملٌ يسمن ويغني، وفي تلك المنصات كلامٌ وجدلٌ لا يسمن ولا يغني.

 

 

 

أعود للغة التفاؤل التي لا يعرفها المتعصبون، وأقول نحن أمام مرحلة جديدة في كل عناوينها، وأمام ثقافة مختلفة في شكلها ومضمونها، ولأن المرحلة والزمان يستوجبان ذلك، ولأنني أعرف جيداً أن الدكتور عادل عزت يملك نجاحاً في ميدان العمل ويشهد له قطاع الأعمال بذلك، وكرة القدم اليوم أصبحت صناعة وإدارة واقتصاداً يستثمر، وليست جلداً منفوخاً (يركل)، وعجبي لمن يرى أن خريج الشركات العملاقة لا يمكن أن ينجح في كرة القدم وإدارتها، بل لابد أن يكون خريجاً من هذا النادي أو ذاك، وهذا ليس دفاعاً عن عادل عزت، ولكن دفاعاً عن المنطق، وأتعجب أكثر لمن يتحدث عن الاستقلالية ويمارس التبعية ليل نهار، وجهاراً في فكره وتعصبه وانحيازه، وإذا كان الانسجام مع توجهات الدولة والمجتمع، فكراً وعملاً ومنهجاً وهدفاً يسمى تبعية، فأهلاً بهذا الشرف، فكلنا نكتب وننقد ونعمل من أجل هذا الوطن ومجتمعه وشبابه، ولكنها العقول عندما تضيق لا تتسع للحكمة، فالجاهل يصيح، والعاقل قوله علمٌ وعمل، وأختم بقول الرسول الكريم:(من قال هلك الناس فهو أهلكهم).