|


سعد المهدي
لماذا رشحوا أنفسهم؟.. دعونا نراقب
2017-01-08

الحقيقة أن الجميع في النهاية لا يريدون أكثر من أن تجتهد لجان اتحاد الكرة في أداء مهامها، لكن مجلس إدارة الاتحاد مسؤول مباشرة عن تحقيق ذلك بشكل كبير من خلال اختياراته لرؤساء وأعضاء اللجان، أما المسؤولية الأكبر فهي على الجمعية العمومية التي يحق لها أن تشرع وتراقب، وتحاسب وتسقط المجلس.

 

 

ما يجب على مجلس إدارة الاتحاد الجديد التنبه له هو البعد عن الاستذكاء والمخاتلة والتسويف والمماطلة وصنع الصراعات والصدام، تلك كانت أبرز سمات المجلس السابق وأهم أسباب تراكم أخطاء لجانه وضياع هيبته ومن ثم فشله في إقناع المجتمع الرياضي بقدرته على إدارة الأمور بالحد المقبول من الكفاءة المطلوبة.

 

 

لجنة الحكام أو اللجان القضائية لن تخشى الأندية والجماهير من بعض قراراتها غير الموفقة؛ لأن ذلك أمر اعتيادي، لكن الذي يخيف الأندية أن تتعامل هذه اللجان معهم كخصم يسعى للإضرار بهم ما أمكنه ذلك، وإلى التصادم وصنع المشاكل مع مسؤوليها كما فعلت هذه اللجان في السابق؛ لأن ما جرى بينها ومعظم إن لم نقل كل الأندية من خلافات وصلت حد التشاكي كان سببه سوء إدارتها، وضعف مخرجاتها من الحكام والمحكمين والقرارات، ولا علاقة له بأدائها لعملها، أو حماية أعضائها كما كان يروج له رؤساؤها، ومن خلفهم بعض أعضاء المجلس السابق.

 

 

إن وحدة أعضاء المجلس الجديد مهمة جداً لأن يجنبه اختراقات خصومه، والانفتاح على الجمعية العمومية بقناعة وليس نزولاً عند ما يفرضه النظام سيزيد من تماسك الاتحاد ككل، وهذا ما يحتاج إليه في عامه الأول الذي سيكون صعباً، حيث ترتب على توقيت الانتخابات الذي جاء في منتصف الموسم الكروي وقبل المرحلة الثانية المهمة لمشاركة المنتخب الكروي الأول في التصفيات النهائية للوصول لمونديال روسيا 2018 أن يعمل وفق خطط لم يشارك في وضعها، ومضطر إلى الموافقة على استمرار بعض أدواتها حتى 90 يوماً مقبلة كما أعلن هو ذلك.

 

 

على رئيس مجلس اتحاد الكرة الجديد ألا يسير خلف ما قد يوحي به بعض أعضائه، أو يحاولون تسريبه للضغط عليه فيما يجب أن يتخذه من خطوات حول ما يخص تعييناته وتكاليفه وخطابه الإعلامي أو خياراته في الاستعداء أو التصالح مع تيارات المجتمع الرياضي المختلفة، أيضاً ألا يكون هم المجلس ورئيسه ما تتناقله عنهم أو عن قراراتهم وسائل التواصل الاجتماعي أو البرامج الرياضية أو الصحف على حساب ما يجب عليهم فعله.

 

 

الجميع سيراقب السلوك الوظيفي لرئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل، للتأكد من أن أحداً منهم لم يرشح نفسه، أو يوافق على اختياره للعمل في الاتحاد من أجل أن يحقق مصالحه، أو يهيئ نفسه لتحقيق طموحات شخصية دون وجه حق، أو لتفريغ عقد شخصية أو تصفية حسابات.

 

 

الجميع سيراقب باهتمام المجتهدين المخلصين الأمينين لدعمهم والإشادة بعملهم، ولن (يسامح) من يضعف أو يهادن ويضيع حقوق الغير من أجل بقائه حتى لو قال لهم بعد خراب مالطا: سامحتكم (!!).