|


إبراهيم بكري
سحب بطولات النصر والأهلي المشبوهة!!
2017-01-10

الحصول على بطولة أو ميدالية في أي محفل دولي، قاري، ومحلي، لا يعني أن هذا المنجز ملك لهذا البطل غير قابل لتجريده أو سحبه، في حالة علم الجهة المنظمة بوجود شبهات كان لها التأثير على ميزان النزاهة وضوابط العدالة في تكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين.

 

هناك شواهد كثيرة في هذا الجانب، على سبيل المثال:

 

ـ اللجنة الأولمبية الدولية في نوفمبر 2016م جردت عشرة رياضيين معظمهم من الرباعين والمصارعين من ميداليات أحرزوها في أولمبياد بكين 2008م، بعد السقوط في اختبارات للكشف عن المنشطات، عند إعادة فحص العينات.

 

ـ قررت محكمة التحكيم الرياضية في لوزان في بداية العام الماضي 2016م، سحب ست ميداليات من الرياضيين الروس التي حصلوا عليها في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012م، وبطولات العالم؛ بسبب تناولهم المنشطات.

 

ليس وحدها "المنشطات" من تجرد البطل من إنجازه، بل أي شيء يهز عرش العدالة وتكافؤ الفرص، على سبيل المثال شراء المباريات بالمال بتقديم رشوة للمنافس أو حكام أو لاعب تمنح صاحب القرار تجريد البطل من البطولة.

 

ضربت الهيئة العامة للرياضة خير شاهد في حرصها على سلامة الرياضة السعودية من أي شبهات تهدد نزاهة المنافسة في قضية نادي المجزل، التلاعب بنتائج مباريات مسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم للموسم الرياضي 2015 – 2016م.

 

تحقيقات الهيئة إلى جانب قيام لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بدورها في هذه القضية كانت نتائجها صدور عقوبات صارمة على جميع المتورطين، كان من أهمها تجريد نادي المجزل من البطولة، حرمانه من المشاركة بدوري جميل للمحترفين، وإنزاله إلى الدرجة الثانية.

 

نحن اليوم أمام شبهات تهز عدالة المنافسة في دوري جميل للمحترفين في الثلاث السنوات الماضية، التي حققها فريق النصر مرتين على التوالي وفي الموسم الماضي فريق الأهلي. اعترافات رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي مؤخراً ومن قبله مسؤولين بالنادي الأهلي بشأن دفع مبالغ مالية لأندية منافسة بدون علم الاتحاد السعودي لكرة القدم بحجة طلب حكام أجانب!!.

 

لا أحد يعلم كم المبالغ المحولة لهذه الأندية للاستجابة لطلبات فريقي النصر والأهلي، ولماذا حرص الناديان على "السرية" وعدم إشعار الاتحاد؟!.

 

هذه شبهات تدين النصر والأهلي معاً بالتلاعب بتكافؤ الفرص ضد الأندية المنافسة.. ما ذنب الأندية الأخرى التي احترمت اللوائح والأنظمة؟؟!!.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

العدالة لا تجزأ ولا تتأثر بجماهيرية النادي، كما طبقت الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم القانون ضد نادي المجزل.. ما الذي يمنع التحقيق في شبهات بطولات النصر والأهلي؟!!.

 

الميثاق الدولي في النزاهة الرياضية لا يهتم بالمدة الزمنية بشأن تحقيق الرياضي كفرد أو مجموعة للبطولة، قد تمر سنوات طويلة ويصدر قرار بسحبها؛ لذلك تحتفظ اللجنة الأولمبية الدولية بعينات فحص المنشطات لمدة 10 سنوات لإعادة تحليلها في أي وقت، وهذا ما حدث بسحب ألقاب من أبطال بعد مرور 8 سنوات من أولمبياد بكين و4 سنوات من أولمبياد لندن.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل الجهات التي تجرأت بالتحقيق في قضية المجزل تمارس شرعية سلطتها بالتحقيق في بطولات النصر والأهلي المشبوهة؟؟!!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك...