|


فهد عافت
نايف حمدان والسّناب شات!
2017-01-10

كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يقول عن نجيب الريحاني: كأن السينما صُنِعت لأجله!.

 

وأكاد أقول: كأن برنامج السّناب شات صُنع لأجل "نايف حمدان"،..نايف حمدان زارع فرح وقاطف محبّة، وموسيقى فكاهة، يحكي حكايات من التاريخ بلهجة عاميّة، وبنكهة فيها من الودّ الكثير، ومن القدرة على اصطياد القفشات المرحة أكثر، لا يحدث الأمر بسهولة، فأن تكون بسيطاً كعطر، مسألة تستلزم ثلاثة أمور على الأقل: أن تكون بسيطاً، وأن تكون أرضك صالحة لزراعة الورد، والأمر الثالث: أن تكون جادّا في عملك، موهوباً، ومُتقناً لفن التقطير، عالماً بأدواته ومتدرباً عليها بتفوّق!.

 

الفن صناعة، لكنه لا يكون فناً قبل أن تصل الصناعة إلى غايتها: إلى إفناء ذاتها، ومحو كل أثر لها كصناعة!.

 

 

نايف حمدان مميّز وموهوب فعلاً، ولسوف يكثر عدد مقلّديه، حتى يتم تشويه نتاجه!.

 

 

غير أن نبتة الموهبة الأصيلة ستظل تُدافع عن نفسها وعن صاحبها، وعن أحقيّة البهاء، كل ما في الأمر أن قلبه الطّيّب سيحمل ملامات وعتباً، وسيلقى عداوات لم يتوقّعها، خاصةً من مُقلّديه، ولسوف تأتي لحظة يأخذ بها نَفَساً عميقاً ويزفره حزناً على ما لم يكن في حسبانه!. 

 

 

لكنه سيواصل، وعليه أن يواصل، إن استسلم للمضايقات فلن يكون مستحقاً لموهبته.

 

 

على نايف حمدان، وكل موهوب حقيقي في مجاله، أن يثق بنا، الناس في نهاية المطاف تعرف الفرق، تشعر به وتحسّه، وتتبيّنه في وجدانها، حتى وإن لم تمتلك التعابير الكافية لطرحه وشرحه!.

 

 

لا أعرف نايف حمدان شخصياً، لكنه زرع في داخلي مباهج، وأضحكني منه لا عليه، وبطريقته لا بطريقه، ويا لها من مهمّة شاقة وصعبة، أن يقدر شخص في هذه الأيام على زرع بسمة في وجه!.

 

ليس فقط بسبب الأحداث المتلاحقة بمآسيها هنا وهناك، لكن أيضاً لأن الكل استظرف!.

 

من يمتلك موهبة في هذا الشأن ومن يفتقد إليها، الكل تقريباً، ومن لم يستظرف نكّد علينا حياتنا بيأسه أو ببذاءة فعله وردّات فعله، ومن هو بين الحالتين صار عارض أزياء أو عارض أقوال مأثورة، هذا الأخير انضم إلى عالم الأدباء بمدح الزائف منهم لكسب صوته، ولسوف يكسبه لأنه مثله!.

 

 

أو بشتمهم والسخرية منهم، حتى صارت كلمة مثقف معابةً، وصارت كلمة قارئٍ تهمة، وصارت كلمة الفن مشبوهة!.

 

كيف لا أقول لمثل نايف حمدان شكراً، والأمر على ما هو عليه؟!