|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
كرة القدم لغتها السلام
2017-01-11

تطغى كرة القدم على اهتمامات الإعلام الرياضي في المملكة العربية السعودية أكثر من غيرها وأصبحت محل تقدير وعناية الجميع بفضل تأهل منتخبنا للمونديال ثلاث مرات متتالية في أعوام مضت وإن شاء الله العام القادم 2018م. 

 

وفي بعض الدول سادت ممارسات كرة القدم ضد القيم الرياضية مثل الشغب والتعصب وتناول المنشطات والعنف والرغبة في الفوز بأي ثمن على حساب الخلق الرياضي السليم وبسبب الاحتراف أصبح الإنسان الرياضي سلعة تباع وتشترى وتطغى المصالح الشخصية والنفعية وبرزت هيئات المنتفعين من هذا الوضع.

 

الذين يدافعون بحرارة عن هذه التجارة على حساب أهداف الرياضة النبيلة وظهرت حالات انحراف الرياضيين من القيادات الإدارية والمدربين واللاعبين والحكام ودخول البعض في الرشاوى والمخدرات والكحوليات والتدخين والانحرافات السلوكية التي تمثل قدوة سيئة وخطرة على الناشئين والشباب الذين يحبون الأبطال ويمجدون الرياضيين ويعجبون بهم.

 

وبما يسمى بقيادة الأبطال، وحيث إن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد تشكل مؤخراً برئاسة الدكتور عادل عزت فإنه حري بهم أن يعملوا على إظهار الوجه المضيء لكرة القدم من أجل أن نصل بها إلى أهدافها المنشودة في مواجهة الوجه القاتم. 

 

فيجب على الاتحاد الجديد أن يقدم حلولاً ومبادرات لنشر اللعبة مع التأكيد على تطبيق الروح الرياضية ووضع معايير منشورة ومحوكمة وعمل مسابقات للروح الرياضية الحقة والسلوك الرياضي الإيجابي للاعب والمدرب والإداري والجماهير وقادة الإعلام فضلاً عن قادة العلم والفكر والثقافة والسياسة واعتبار الفوز بمبادئ وسلوكيات الروح الرياضية والسلوك الرياضي ملازماً للفوز والتفوق في مجال اللعبة وفي كل لعبة وكل منافسة بما فيها مسابقات الفئات السنية.

 

إن الدعوة إلى فكر جديد لكرة القدم تجعل من المسابقات تؤدى بوعي ونضج وفعالية ونشاط من خلال الدعوة لانتقاء القيادات وأعضاء اللجان ممن يساعدون على النجاح وينظرون إلى جميع الألوان نظرة واحدة من أجل أن نصل للأداء النظيف والتحكيم العادل وتفهم الآخر وإشاعة السلام والمحبة والتفاهم. 

 

هكذا نبني جيلاً منتجاً متحاباً قادراً على جعل التعاون قيمة تسمو به ومقاومة التنافس والتعصب على جميع المستويات.

 

هذا ما ننتظره من الإدارة القادمة؛ لأن بدايتها وقربها من الجميع وعلى خطوة واحدة ستكون محل ترحيب من المجتمع الرياضي.