|


عيد الثقيل
ضياع النصر وسط الحرس
2017-01-11

أكاد أجزم أنه لا ينافس جماهير الاتحاد في عشقها لناديها سوى جمهور النصر، إلا أن جماهير الناديين ابتليت بانقسامات شرفية وإعلامية متشابهة في السنوات الأخيرة، وإن كانت الحالة النصراوية مستدامة على الأقل في الثلاثين عاما الأخيرة. 

 

جمهور الاتحاد انقسم في أعوامه الأخيرة بين حزبي العتاريس والمطانيخ، إلا أن الراحل أحمد مسعود استطاع توحيد الصف خلف الكيان بعيدا عن ذاك وذاك، فيما جمهور النصر المغلوب على أمره وهو محور حديثي هنا، فمعاناته لا تنتهي بين حرس قديم وحرس لئيم كما يطلق أنصار معسكر على الآخر.

 

فما أن يخفت هذا الصراع عاما حتى يشتعل أعواما عديدة على حساب هذا الجمهور العاشق والغلبان الذي قسمه الحرس كما يشاؤون.

 

جمهور النصر لم يصدق حالة الالتفاف النصراوي في عامين، والتي نتج عنها عودة الفريق للبطولات وتصدره للمشهد الرياضي، حتى صدمت بعودة النزاع التاريخي بين شرفييه وإعلامه إلى الواجهة مع أول هزة فنية.

 

النصر الذي لم يهنأ أنصاره بالوحدة سوى عامين، بدأت بوادر انقسامه من جديد مع خلاف الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي وعضو الشرف الداعم خالد بن فهد، وكأن التاريخ يعيد ليذكرنا بصراعات الرمز الراحل عبد الرحمن بن سعود مع عدد من أعضاء الشرف وانقسام جمهوره واعلامه بين مؤيد للرئيس ومعارض.

 

لذلك تجد كل أمر صغير يحدث في هذا النادي يؤجج الخلافات والتقاسم بين أنصاره، والمشكلة أن من يشعل ذلك ليس المنافسون ولكنهم النصراويين بأيديهم. فمن حادثة المدرب الكرواتي زوران وقائد الفريق حسين عبد الغني إلى استقالة العمراني وآخرها البيان الغريب عن التجديد للمدرب من طرف واحد وهي الإدارة.

 

ولكي أكون منصفا ومحايدا بين حرسين قديم ولئيم كما يصف النصراويون خلافاتهم، أرى أن مشكلة عبدالغني والكرواتي ضخمت وقسمت النصراويين إلى صفين، وهي مشكلة لو حدثت في ناد آخر لتجاوزها محبوه في يومين. 

 

بينما كثر اللغط والحديث عن استقالة العمراني وكأنه أول مسؤول يستقيل من إدارة ناديه في ملاعبنا. 

 

أما بيان التجديد للمدرب وهو حديث الشارع النصراوي حاليا، فلا أراه سوى ذر للرماد على عيون أنصار ومؤيدي الكرواتي من قبل إدارة النصر.

 

فإدارة نادي النصر استغلت بنداً في عقدها مع المدرب ينص على أنها في حال مخاطبته قبل نهاية الموسم يحق لها التجديد بنفس المزايا السابقة دون أي زيادة، وفي حال رفضه وهو الأمر الذي تنتظره سيدفع لها شرطا جزائيا وتنجو من المحاكم التي سيقيمها أنصاره.

 

ومع اتساع رقعة الخلاف والحرب الطاحنة بين الحرس القديم والحرس اللئيم التي جرت كثيرا من جمهور النصر إليها، يبقى التساؤل من يحب الأصفر العريق؟.

 

برأيي لا هؤلاء ولا هؤلاء من شرفيين أو إعلاميين أو حتى إدارته، فلا يحب النصر سوى ذلك الجمهور العاشق والضائع بين محبين لأنفسهم وإعلاميين تابعين لهم.