|


سلطان رديف
الرياضة.. يا هيئة الترفيه
2017-01-15

الاختلاف هو قانون حياة وهو مصدر القوة التي تتمتع بها الشعوب والمجتمعات وليس مصدر ضعف أو تفرق متى ما كان هذا الاختلاف مبني وفق منهج الحكمة بعيداً عن التشدد وفي إطار القاعدة الفقهية التي تقول (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويرحم بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، لذلك كان لكل منا عقل يفكر ورأي يخرج به قد يصيب وقد يخطئ ولكنه في نهاية الأمر مجتهد، وفي الحياة العملية التي لا تخرج عن إطار الاجتهاد في العمل سنجد الاختلاف طريقاً تكاملياً كلٌ منا يبني للآخر بشكل أو بآخر.

 

في مجتمعنا الرياضي أحسب أننا جميعاً نتفق في الجوهر بأن الرياضة وكرة القدم مصدر الترفيه الأهم داخل المجتمع والكل يعمل من أجل تطوير هذه المنظومة وجميعنا أدوات عمل، وقد نختلف في المظهر الذي يفترض أن يكون نافعاً غير ضار، ولكن المؤلم أن يكون الاختلاف تشكيكاً في الذمم وترويجاً لفكر المؤامرة وتأصيلاً لثقافة الفساد، وجميع ذلك مرض ينتشر في المجتمع دون أن نشعر به، وللأسف كل هذا يغذى بداء التعصب الذي سيطر على عقول البعض فكراً ورأياً فأصبح بالنسبة لهم منهجاً لا يستقيم حالهم إلا به.

 

اليوم علينا أن نؤصل في المجتمع ثقافة مختلفة عن الرياضة، ففي السنوات السابقة لم يعرف مجتمعنا سوى الرياضة التنافسية التي لم تنجح فيها سوى كرة القدم وبعض الألعاب بين فترة وأخرى ليفرز لنا التنافس ما ذكرت آنفاً، ونسينا أهمية الرياضة في الترويح والترفيه ورسالتها في العمل الاجتماعي وأهميتها في منظومة الصحة العامة فركزنا على جزء وتركنا الكثير من الأجزاء.

 

رسالتي اليوم لرئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب الذي أعلم أنه يملك الأدوات ولديه الفكر وبيده مفاتيح النجاح وأقول له همساً الرياضة ستكون مصدر نجاح قوي، للهيئة وترفيهاً نافعاً غير ضار يتفق عليه المجتمع ولا يختلف حوله وهو في الوقت ذاته  صناعة استثمارية سوف تجذب من خلالها رؤوس الأموال وتستقطب رجال الأعمال وستدخل في عمق المجتمع بكافة فئاته وستصل رسالتكم لكل فرد ذكراً وأنثى طفلاً وشاباً وشيخاً ومن خلالها ستنتشل العائلة من الترفيه الأوحد له مداخل مجمعات الأسواق إلى ميادين مختلفة كماً وكيفاً تستطيع من خلالها الهيئة أن تقدم تنوعاً في الشكل والمضمون وترضي جميع الأذواق، ولعلي متأكد أن الهيئة لن تندم أبداً أنها تحركت بقوة في هذا الجانب ولكن المهم البعد عن التقليدية والعمل وفق رؤية الابتكار والاندماج، وسنشاهد رياضات تنافس في استثماراتها كرة القدم، بل ستتفوق عليها اقتصادياً، فالمجتمع اليوم لا يريد مزايين الإبل، والعائلة لن تحضر هناك، فما أدعوكم إليه أرض خصبة قابلة للتنوع مفرزة للابتكار قادرة على التغيير حاضنة للفرد والمجتمع جاذبة للمال، فبقليل من التأمل سنجد خيالاً واسعاً قابلاً للتطبيق على أرض الواقع يجعل من هيئة الترفيه فيتامين السعادة للمجتمع والأسرة.