|


وحيد بغدادي
منتخبنا.. والتصنيف
2017-01-15

سبق وأن انتقدنا كثيراً في مراحل سابقة، إخفاقات اتحاد كرة القدم (السابق)، لتجهيز منتخب قوي يقارع المنتخبات الآسيوية للعودة بعد غياب طويل، كما عاتبنا عطاء اللاعبين مع المنتخب الوطني، ولكن البدايات الموفقة لنجوم الأخضر جعلتنا نتقدم في التصنيف الدولي، بعد أن تصدرنا المجموعة الأقوى بنهاية مباريات الذهاب، وإن كان المستوى لا يزال دون المأمول، ولكن النقاط هي الأهم في هذه المرحلة.. بالأمس قفز المنتخب السعودي لكرة القدم إلى المركز الــ(48) في تصنيف "فيفا" (FIFA) للمنتخبات العالمية الصادر لشهر يناير لعام 2017، بعدما حصد الأخضر (641) نقطة، علماً أنه كان في المركز الــ(54) الشهر الماضي. ويُعتبر المركز الحالي هو أفضل مركز لمنتخبنا منذ تسع سنوات، حيث كان في ذات المركز في ديسمبر 2008 .. وحل المنتخب السعودي في المركز الخامس بين المنتخبات الآسيوية، حيث تصدَّر المنتخبات الآسيوية منتخب إيران (أولاً) ثم كوريا الجنوبية (ثانياً) ثم أستراليا ثم اليابان. 

 

بالأمس انتهى معسكر الأخضر في ملعب مدينة زايد الرياضية بمدينة أبوظبي في الإمارات، استعداداً لخوض مباريات الدور الثاني (الإياب) في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018م.. بعد أن التقى منتخب (سلوفينيا) والذي احتل المركز الــ(51) عالمياً في التصنيف الدولي للفيفا (FIFA) في شهر ديسمبر 2016 الماضي.. وكانت التجربة الثانية أمام المنتخب الكمبودي (المغمور) صاحب المركز الأربعين آسيوياً والــ(172) عالمياً.. واعتمد الهولندي "بيرت فان مارفيك" المدير الفني للأخضر على بعض العناصر الأساسية، كما منح الفرصة للاعبين العائدين لصفوف المنتخب، واللاعبين الجدد في المباراتين.. قبل أن نلتقي منتخب تايلاند في بانكوك 23 مارس 2017، ثم العراق 28 مارس بالجوهرة.. وكم كنا نمني النفس بلقاءات أقوى وأفضل.. حيث إن المنتخب السلوفيني لا يشابه لعبه ولا إمكاناته منتخب العراق، كما أن المنتخب الكمبودي لا يتناسب مع المرحلة التي وصلنا إليها بالتصفيات.. وكان من الأفضل أن نلتقي أحد المنتخبات الخليجية، وأحد المنتخبات الشرق آسيوية القوية مثل الصين وكوريا الشمالية أو حتى تايوان بدلاً من كمبوديا (الضعيف). 

 

أحسن اتحاد القدم (السابق) بالمحافظة على الاستقرار الفني، وسرعة تمديد التعاقد مع المدرب الهولندي (مارفيك)، والذي حقق نتائج إيجابية جداً في مرحلة التصفيات الأولية توجها بالتفوق على المنتخب الإماراتي المميز جداً ذهاباً والتعادل على أرضه إياباً .. وكانت خطوة تكليف القدير طارق كيال مشرفاً على المنتخب مميزة جداً، فهو رجل المرحلة حالياً انعكس كثيراً على انضباطية اللاعبين في المعسكرات.. فيما أجاد الاتحاد المنتخب (الجديد) بالمحافظة على هذه المكتسبات وعدم المساس بالمنظومة الإدارية أو التدخل في العمل الفني، ودعم المسيرة كما بدأت في ظل هذا الاستقرار وهذه النتائج المميزة حتى الآن.. وبات أن الحمل ثقيل على الرئيس الجديد (الدكتور عادل عزت)، بعد استلام كفة قيادة اتحاد القدم والمنتخب السعودي في أفضل حالاته، وهو يتبوأ أفضل تصنيف منذ عام (2008)، حيث أصبح سقف الطموح الآن أكبر لدى الشارع الرياضي، وباتت المطالب بتحقيق تصنيف متقدم وبشكل يتناسب مع تاريخ وسمعة منتخبنا كما حدث في الثمانينيات والتسعينيات.. بل ارتفعت الآمال والأمنيات بالتأهل لكأس العالم في روسيا (2018)، وبات المشجع البسيط يرفض أي أعذار أو أي مبررات.. كل الأمنيات لمنتخبنا بالتأهل، ولكن يجب أن يتم اختيار منتخبات أقوى في المعسكرات المقبلة، ويجب أن يتناسب لعب وطريقة تلك المنتخبات مع التي سوف نلاقيها رسمياً، وألا نركز فقط على التقدم في التصنيف، لأن التأهل لكأس العالم هو المطلب الأهم.