|


بدر السعيد
مناصب العاشقين.. وطيش المتعصبين!!
2017-01-15

حملت الأيام الماضية الكثير من الطرح حول ما كتبه رئيس الاتحاد العربي السعودي للكرة الطائرة عبر حسابه من خلال تغريداته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".. وتعددت أشكال ذلك الطرح والتعاطي مع القضية حالها كحال اختلافنا في نظرتنا لمعظم القضايا الرياضية وتنوع زوايا الرؤية بين غايات الهجوم أو دوافع الدفاع!!.

 

ففي الوقت الذي كان المتابعون والمتفائلون ينتظرون إيجاد الحلول للحد من تفاقم ظاهرة التعصب الرياضي من بعض الجماهير والإعلاميين.. إذ بنا نفاجأ برئيس اتحاد رياضي وطني ينافس أولئك المتعصبين في طرحهم.. بل يستخدم ذات الأساليب والمفردات التي باتت نمطاً لطرح السفهاء.

 

وبالطبع فقد لاقت تلك التغريدات المسيئة رفض الغالبية واستهجانهم لمحتواها الذي فاح بالعصبية الممقوتة والمرفوضة في مجتمع يحرص عقلاؤه على نبذ كل حدية وتطرف في الطرح.. وقد كانت ردة الفعل منطقية تجاه رفض ما كتبه عبدالهادي الحبابي والذي قام بعد ذلك بإقفال حسابه في تويتر في محاولة فاشلة منه لاستعادة ثقة الوسط الرياضي.. والتي لا أعتقد أنها ستعود كما كانت، فالصورة الذهنية عن ذلك الرجل باتت أقوى من أن يغيرها إقفال الحساب.. وحتى عودته لفتح حسابه ثم تقديم ذلك الاعتذار "الباهت" والذي جاء بشكل "سطحي" لا يتناسب مع حجم الخطأ ولا قيمة الجهة التي أخطأ بحقها.. ناهيك عن ضعف أسلوب ذلك الاعتذار مقارنة بمكانة الجهة الرياضية التي ينتمي لها!.

 

ولعل أبرز ما شدني هو بعض ردود الأفعال تجاه "الحبابي" والتي طالبته بالابتعاد عن المنصب والتوجه إلى المدرجات.. وهذا طرح أختلف معه جملة وتفصيلاً.. إذ إنه طرح يسيء إلى قيمة وأهمية المدرج الوطني أياً كان لونه وميوله.. فمدرجات الوطن أرقى وأجمل من أن ندفع بذلك الشخص تجاهها.. فالمدرج لا يتشرف إلا بالعاشقين المحترمين فقط!!.

 

 

ولست هنا لأرفض أو أمقت الميول أو أصنفه كمخالفة أو جريمة كما يفعل البعض.. فأنا أدرك تماماً أن الميول شرف وانتماء جميل يفخر به كل مشجع رياضي وأنا أولهم.. ولم أتوان يوماً في إعلان ميلي أو التصريح به.. ولا أمانع ومعي الكثيرون في كون المسؤول ـ أيا كان ـ عاشقاً لهذا الكيان أو ذاك فهو أبسط حقوقه كرياضي مثله مثل غيره.. لكن المرفوض والممقوت هو التعصب والإساءة للآخرين في القول أو العمل بدافع الميول!!

 

ولو طالبنا بإبعاد كل عاشق رياضي لفريقه عن مناصب ووظائف العمل في القطاع الرياضي لما تبقى في هيئة الرياضة والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية إلا "بعض" عمال الصيانة والنظافة.. وأقول "بعض" لأن بعضهم الآخر منهم أصبحت له ميوله الرياضية لمجرد معيشته في البلد واحتكاكه بالقطاع الرياضي.

 

أهلاً بكل عاشق لفريقه.. أهلاً بكل متيم بهذا النجم أو ذاك.. فمقاعد وفرص العمل في القطاع الرياضي ترحب بكم دون غيركم.. فأنتم من أحب الرياضة وأنتم الأولى بقيادة دفتها.. أما ذلك الغارق في كره خصومه والمتشنج في طرحه المتعصب والمسيء لمخالفيه في الانتماء الرياضي فلا أهلا ولا مرحبا به سواء في العمل الرياضي أو المدرج الوطني المحترم.. فرياضتنا جاءت لتسهم في تعزيز الولاء وتكريس القيم النبيلة وليس العكس.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.