|


سعد المهدي
يمكن لإدارة النادي أن تقول(لا) و(لماذا)
2017-01-17

شروط التسجيل في الفترتين اللتين تعتمدهما لجنة الاحتراف تساهم في حلحلة الأمور المالية في الأندية.. لكن بشكل مؤقت، وأحيانا تفاقمها، والسبب أن  الأندية تتحايل على الشروط بتقليص المديونية إلى الحد الذي يسمح فيه لها بالتسجيل، ثم تعود لإبرام عقود مماثلة أو تضاهي سابقتها  في حجم مديونية الفترة التالية.. وهكذا.  

 

تنبه الأندية التي تنافس على الحصول على اللقب، والأخرى التي تخشى الهبوط إلى أنها تحتاج في فترة التسجيل الثانية إلى لاعبين جدد أجانب ومحليين، يضمنون لها تحقيق البطولة أو النجاة من الهبوط، كان أوفر لها أن تتأكد من ذلك الشيء عند تسجيلهم الفترة الأولى، خلاف أيضا أنها لن تضمن سلامة قرار التسجيل الأخير.. وهكذا دواليك.

 

الجماهير بطبعها غير صبورة، ولا تفضل العمل بالاستراتيجيات الطويلة أو حتى المتوسطة، وهي تهتف للاعب وضده في المباراة الواحدة، وتعلن عن غضبها من عدم تحقيق ما كانت تتمناه وليس ما يمكن أن يتحقق، وإدارات الأندية قريبة جدا من المدرج. وتعليقات الجماهير في وسائل التواصل الاجتماعي أقوى من أن تحتمل أو يتم تجاهلها على الدوام، وهي بين العمل المؤسسي أو الحد الأدنى منه، الذي يأخذ في الاعتبار أكثر من شيء قبل اتخاذ أي قرار وبين مصيرها المرهون برضاء المدرج.

 

لماذا يعتقد البعض ممن في المدرج أو وسائل الإعلام أن التسجيل في الفترة الشتوية دليل عافية.. مع أنه يمثل أبرز أعراض المرض؟ ولماذا يتم دفع النادي دفعا إلى إنهاء ما عليه من التزامات مالية بغرض استثمار فترة التسجيل، ليقوم بتحمل التزامات مالية أخرى بالتسجيل مجددا، بدلا من أن يكون الهدف التخلص من الديون والوفاء بالالتزامات تجاه الغير؟ وكيف تحول (التسجيل) إلى ما يشبه شهادة النجاح لقدرة إدارة النادي في إدارة شؤونه المالية، بالرغم من أن الواقع يقول عكس ذلك، إذ إنهم كمن كل ما أصلح ما كسره عاد مرة أخرى لكسره ليس أكثر!.

 

يبدأ الموسم الكروي بمحاصرة جماهيرية إعلامية لإدارات الأندية، تتركز على بحث إمكانية جلب اللاعبين من الداخل والخارج، وإقامة المعسكرات الخارجية، وتجديد العقود.. خلاف الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، ثم تتبعها ملاحقة تقييم عشوائية وانتقائية أو حتى انطباعية، وتصدر بعدها الأحكام التي يروا أنها واجبة النفاذ في إبعاد هذا وجلب ذلك، حتى إذا انتهى الأمر إلى تراكم الديون وتعقد حلها لاموهم ووصفوهم بالفشل.

 

ترحل إدارة وتحل أخرى، ومطالب الجماهير والإعلام هي لم تتغير، فيتوالى سقوط الإدارات واهتزاز الكيانات، وحتى الآن كأن إدارة النادي لا تعلم أن  بمقدورها أن تقول (لا)، وتفصح لماذا (لا).. ومن المتسبب الحقيقي، لأنها أيضا تحت ضغط الإعلام المنتمي للأسماء، وتخشى الجماهير التي استقر في يقينها أن تلك الأسماء جزء من الكيان وتاريخه، ومعه لا يجوز المساس بهم حتى لو ظل الحبل على الغارب على الدوام.