|


سعيد غبريس
حرية بين خطوط حُمر وخُضر
2017-01-20

حلقتان على فضائيتين سعوديتين، إحداهما رسمية والأخرى خاصة، طرحت الأولى مشكلة إيقاف النشاط الرياضي في دولة الكويت من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية. 

 

وكشفت الثانية تفاصيل جديدة عن انتقال ياسر القحطاني من نادي القادسية إلى الهلال، وهي تعود إلى أكثر من أحد عشر عاماً.

 

في القضية الأولى اتُهم الزميل وليد الفراج بأنه خرج عن النص، وتدخّل في شؤون دولة شقيقة، وفي القضية الثانية اتُهم جاسم الياقوت، الرئيس السابق لنادي القادسية بأن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام السابق لرعاية الشباب، بأنه تدخّل في قضية انتقال اللاعب القحطاني إلى الهلال.

 

وفي المحصّلة، يصبح الإعلام السعودي متهماً بالخروج عن النص وبتجاوز الخطوط، ليُثقل هذا الإعلام، أكثر ما هو مثقل، بالأعباء، وهو الذي ينوء بالتهمة الكبرى كمؤجج للتعصّب بين الأندية وبين الجماهير، في وقت ما يزال يلهث من محاولات الهروب من نعته بإعلام الأندية.

 

ولكن يجب أن نعترف، بأنّه وبرغم ما يسوقه البعض من شوائب تعلق بأهداب هذا الجسم، فقد ارتقى الإعلام الرياضي السعودي وتسنّم مرتبة متقدمة ونجح في مجاراة من هم أكثر عراقة، وأقول قولي هذا وأنا المتابع للإعلام الرياضي في أنحاء الوطن العربي ومنذ سنوات فاقت الخمسين.

 

والحق يُقال، إنّ مهمة الإعلام الرياضي في المملكة من الصعوبة بمكان، ومن المشقّة والمتاعب، ما يجعلنا نقّدر الجهود ونحترم الكفاءات، من دون أن نأبه أو نتوقف عند بعض الشطحات التي باتت حالات خاصة ومحطات نادرة.

 

وقد أكشف سراً في هذه العجالة، حين أشير إلى أنني تلقيت عرضاً من قطر، وآخر من الإمارات في فترات عز الصحافة المكتوبة، ولكني رفضتُ لسببين، أولهما أني على رأس مجلة "الوطن الرياضي" وما كانت تمثّل وتشكّل وتتبوأ، وثانيهما الخوف من الفشل في ظل خطوط حمراء وخضراء، كادت تقطع عليّ الطريق إلى ميداني الأرحب، المملكة العربية السعودية، وأنا في البعيد، فكيف لو كنت في الرحاب؟!.

 

وسيبقى مقالي في "الرياضية" تحت عنوان:"ماذا لو سقط البلوي"، بعد إقالة أو استقالة رئيس نادي الاتحاد آنذاك، والرد القاسي بإمضاء "مواطن غيور" في " الرياضية"، وفي اليوم التالي وفي المكان ذاته وبعنوان "حيث سقط غبريس"، وردي بمقال عنوانه "لن أقف على الهاوية"، وهجوم عنيف في "الشرق الأوسط" وغيرها، ودفاع صلب في جريدة "شمس" بقلم "عاصي" ـ لم أعد أذكر إذا كان ذلك في فترة رئاسة الزميل بتال القوس للجريدة الجريئة المميّزة.

 

سيبقى ذلك المقال وذيوله التي امتدت لأكثر من عام، دليلاً راسخاً على مساحة من الحرية في الصحافة الرياضية السعودية، وتأكيداً للحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، واسمحوا لي هنا أن أوجّه التحية إلى الزميل سعد المهدي الذي كان مثالاً لتحمّل المسؤولية.