|


حمد الراشد
كأس الملك والصفقة المزدوجة
2017-01-21

من يتابع منافسات كأس الملك ويرى المستويات الفنية المميزة التي تقدمها فرق الظل وكيف تسبب إحراجاً كبيراً للفرق الكبيرة باسمها ونجومها وتاريخها وألقابها، يسجل بكل التقدير لاتحاد أحمد عيد، إعادة تنظيمه مسابقة كأس الملك تشارك فيها جميع فرق المملكة من كل الدرجات بعد أن اقتصرت في سنوات خلت على فرق الممتاز التي تحتل المراكز من الأول حتى الثامن، فكان التنظيم الجديد فرصة لفرق الظل للظهور ونيل شرف المنافسة على لقب كأس الملك، لولا ذلك لما شاهدنا القيصومة التي كتمت أنفاس الزعيم معظم فترات اللقاء ولولا نقص الخبرة لربما أحدثت المفاجأة المدوية ولما شاهدنا وج الطموح وهو يطيح بالليث الأبيض بكل جدارة واقتدار.. رحل اتحاد أحمد عيد ولم ترحل أفكاره الإيجابية وأعماله الناجحة. 

 

(دروس الكأس)

ـ من دروس مسابقة كأس الملك خطأ يرتكبه معظم المدربين وهو الاحتفاظ بأوراق الفريق الرابحة إلى جانبهم وعدم الاستعانة بها إلا في الشوط الثاني بهدف إنقاذ الموقف والصحيح المشاركة بكل الأوراق الرابحة من البداية وبكل النجوم لحسم النتيجة مبكراً وإبطال مفعول المفاجأة وبعد الاطمئنان للنتيجة يسحب أعمدة الفريق وأبرز نجومه، للأسف هذا السيناريو لا يحدث فتدفع الفرق ثمناً باهظاً قد يكلفها الخروج مبكراً كما حدث مع الشباب وكاد أن يحدث مع الهلال. 

 

(العويس.. الصفقة المزدوجة) 

إذا صدقت الأخبار وانتقل العويس إلى صفوف الملكي يكون قد عزز حظوظه في المحافظة على اللقب وضرب عصفورين بحجر واحد، وأمن حماية عرينه الأخضر بحارس عملاق ينضم إلى المسيليم والرحيلي وحرم منافسه الهلال من معالجة أكبر نقاط ضعفه وعالج أكبر الثغرات، فالهلال يعاني الأمرين من ضعف حراسة المرمى رغم وجود المعيوف، وبانتقال العويس إلى الملكي إذا تم يقطع الطريق على الزعيم ويحرمه من خدمات حارس عملاق كان سيضيف الكثير إلى صفوفه ويعزز قوته الضاربة.

 

(صفقات الخيال) 

وبعيداً عن صفقات الانتقال هنا وهناك لست مع دفع المبالغ الخيالية التي تفوق كثيراً إمكانات النجوم، فهي من جهة تؤثر سلباً في نفسيات ومعنويات اللاعبين عندما تحدث المقارنة بما يحصلون عليه وبما يحصل عليه النجم المنتقل إلى صفوفهم، ومن جهة أخرى ترهق كاهل الأندية مادياً، فما يحدث عادة هو دفع مقدم العقد وبعد ذلك العجز عن دفع الرواتب وما يتبعه من آثار سلبية، انخفاض المستوى وتراجع الأداء وهبوط المعنويات، أتمنى ألا تبالغ الأندية في عقد الصفقات الخيالية والتركيز على اكتشاف كنوزها في الأولمبي والشباب وتوفير المبالغ لتأمين دفع الرواتب الشهرية للاعبين أولاً بأول، وهذا أفضل بكثير.

ـ إذا استلم اللاعب راتبه أولاً بأول كل شهر، أعطى فريقه أفضل ما لديه مستوى، أداءً، عطاءً، تضحية، إبداعاً، والعكس صحيح. 

 

(أزمة الشباب)

في ظل ابتعاد أعضاء الشرف وانسداد الأفق واستحالة الحصول على دعم مالي سخي من أي جهة كانت، ليس أمام الشابيين إلا اللجوء إلى الحل الأخير والمر، وهو بيع عقود النجوم الكبار والاستفادة من العائد في عملية البناء والتطوير لصناعة فريق يعيد لليث الأبيض هيبته وأمجاده، وبدون ذلك ستزداد الأمور تعقيداً على مختلف الأصعدة وسيجد الفريق نفسه يسير في نفق مظلم لا نهاية له. 

ـ الأمور تغيرت ولا مكان للمثاليات!