|


فهد عافت
درس من مدرّجات إماراتيّة
2017-01-21

لبطولة الدوري الإماراتي هذا الموسم نكهة مغايرة، له ريّا وليس له سكينة، تقلّباته واحتمالاته ونتائجه وعدد الأندية الطامحة بالتتويج، تتبدّل كل جولة، بتشويق سينمائي، وهو من حيث المتعة يأتي ثانياً، بعد الدوري السعودي، وقريباً منه، ولولا تشفير النقل لكسبت جماهير الكرة العربية أوقاتاً من الدّهشة والحماس كثيرة، خاصّة أن نوعيّة مميزة من المحترفين الأجانب تُزيّن كثيراً من العروض الكرويّة.

 

وما يميّز هذا الموسم تحديداً، الحضور الجماهيري الفاعل، ذلك لأن بطولة الدوري الإماراتي هذه المرّة تمنح صاحبها فرصة اللعب مباشرة في بطولة العالم للأندية الموسم المقبل بحكم التنظيم.

 

كل هذا في جانب، وما قدّمه جمهور نادي الوحدة الإماراتي قبل يومين في جانب آخر، كانت مباراة ديربي مثيرة بين الجزيرة والوحدة، انتهت بفوز جزراوي مُستحق، وحين تقرأ النتيجة: 5ـ1، تظن أنها كبيرة، غير أنها وتبعاً لمجريات المباراة لم تكن كذلك، فالوحدة لعب ناقصاً لاعباً بعد أقل من 4 دقائق، وظل يتناقص بالطرد، حتى دخل الشوط الثاني بحارس مرمى احتياط، وسبعة لاعبين آخرين فقط. 

 

كل شيء كان يقول بغضب جماهيري وحداوي، وخروج من الملعب، أو على الأقل صمت وانهيار، ما حدث كان عجيباً ومغايراً، أشعل جمهور الوحدة الملعب تشجيعاً ومؤازرة، لم يغادر أحد الملعب، لم ينشغل برمي علب فارغة، لم ينقلب على لاعبيه فيشجع الفريق المنافس تهكّماً واعتراضاً، وبهتاف ساخن متواصل العشق والولاء، حاول تعويض النقص العددي الكبير، ونجح رغم الخسارة التي كان يمكن لها أن تكون قاسية وتاريخية، فليس في الجزيرة ميزة أكثر من طغيانه الهجومي، وقد صوّرت لنا الشاشات في نهاية المباراة إصرار جماهير الوحدة على انتظار فريقها خارج الملعب، في الشارع، لتحيّته.

 

غير صحيح أن الجزيرة كان لا يريد التسجيل أكثر، فقد كان خاسراً قبل أيام فقط من الوحدة بسداسيّة أخرجته من بطولة الكأس، وكل ظروف مواجهة الدوري كانت تسمح بردّ الدّين.. لكنه عجز، هتافات الجمهور الوحداوي أثبتت أن الجمهور يمكنه أن يقف أمام مرماه وليس خلف فريقه فقط.

 

 

كان الجزيرة أمام فرصة عمره، ولم يكن الوحدة أمام فرصة، كان أمام عمره فقط، أمام جماهيره، كسب الجزيرة الفرصة، وكسب الوحدة عمره.