|


سعيد غبريس
"أفريقيا 31" بطولة الحضري
2017-02-10

كلنا نعلم أنّ أفريقيا تتفوّق على آسيا في المستوى وفي تمثيل القارات بكأس العالم، حسب تقسيمات وتصنيفات "الفيفا". والدليل أنّ لأفريقيا خمسة مقاعد في المونديال مقابل أربعة ونصف لآسيا. وسوف تكون نسبة القارة السمراء في العدد الجديد المرتفع لفرق النهائيات المونديالية، أكثر من القارة الأكبر.

 

وكلنا نعلم أنّ من أهم أسباب تفوّق أصحاب البشرة الداكنة السمراء على نظرائهم أصحاب البشرة الصفراء، اللياقة البدنية والاحتراف على نطاق واسع في القارة العجوز. وبروز نجوم كبار يضاهون ويجارون أكبر النجوم في أوروبا وأمريكا اللاتينية. فيما ندر بروز نجم آسيوي عالمياً، وإن كانت هناك بعض الأمثلة فهي من شرق القارة.

 

ومع ذلك، ومع أنّ بطولة أفريقيا الحادية والثلاثين في الغابون، ازدحمت بالنجوم الأفارقة البارزين في ملاعب أوروبا، فلم يُسعف أي منهم منتخب بلاده، وبتعبير آخر لم يكن هناك نجم "يشيل" فريقه على غرار الأرجنتيني ميسي أو سواه من هذا الطراز. ميسي الذي مرّت الأرجنتين في فترة من التصفيات الحالية لمونديال روسيا، كانت خلالها مهددة بالإقصاء بسبب الغيابات للنجم الخارق، فحسب الإحصاءات فإنّ منتخب أبناء مارادونا حقّق فوزاً وحيداً بدون الابن البار للجيل الحالي، بينما فاز المنتخب بالمباريات الثلاث التي شارك فيها ميسي الذي عانى من الإصابات.

 

البطولة الأفريقية الأخيرة لم يطلق عليها اسم لاعب، مثلما أُطلق على مونديال 1986 (مونديال مارادونا)، ومونديال 1989 (مونديال زيدان)، الكاميرون صنع فوزها باللقب أمام مصر لاعبان بديلان. والجزائر خرجت من الدور الأول مع رياض محرز أفضل لاعب في القارة، والغابون المضيفة لم تصل للنهائي حتى مع أوباميانغ نجم دورتمند. والمغرب خرجت من ربع النهائي أمام مصر مع كتيبة المحترفين في أوروبا. وكذلك الحال بالنسبة لتونس (ودّع هذان الفريقان في الدور ربع النهائي)، والسنغال لم تفعل شيئاً مع نجمها الأغلى في أفريقيا ونجم ليفربول مانيه. وحتى مصر صاحبة الرقم القياسي الأفريقي في المباريات الأربعة والعشرين المتتالية بلا خسارة، فشلت في استعادة اللقب المفقود منذ سبع سنوات، مع اثنين من أبرز اللاعبين العرب في أوروبا محمد صلاح ومحمد النني.

 

وفي رأيي، أنه إذا كان لا بد من إطلاق اسم لاعب على أفريقيا 31، فليس هناك أحق من عصام الحضري أكبر لاعب في تاريخ البطولة (44 عاماً)، وأكثر اللاعبين تأثيراً في النتائج الإيجابية لمنتخب مصر، واللاعب الذي اعترف الجميع بتميّزه وتألقه وتفانيه.

 

ومع ذلك لم يُدرج اسم الحضري في قائمة التشكيلة المثالية لبطولة أفريقيا التي ضمّت اثنين من زملائه (محمد صلاح لاعب روما الإيطالي وأحمد حجازي لاعب الأهلي)، وكذلك لم يتم اختياره أفضل حارس فيها، وقد جاءه التعويض المعنوي محليًّا، إذ أُطلق اسمه على مركز شباب في مسقط رأسه كفر البطيخ.

 

والحق يُقال، إنّ اللاعب المصري محمد أبو تريكة كان الأبرز من لاعبي الجيل الأخير، إذ قاد مصر إلى اللقب السادس بتسجيله هدف الفوز في مرمى منتخب الكاميرون في أكرا، وقبل عامين من ذلك سجّل الركلة الترجيحية الحاسمة التي أعطت اللقب لمصر على حساب ساحل العاج.