|


د. حافظ المدلج
تكرر الدرس
2017-02-11

أخطاء "مانشستر يونايتد" قبل سنوات بعدم التوقيع مع "بوقبا" حين تخرّج من مدرسة النادي؛ فذهب إلى "يوفنتوس" بانتقال حر ومبلغ لا يكاد يذكر تحت مسمى "بدل تدريب"، وفي إيطاليا صال وجال وحقق البطولات وعاد لبيته الأول بأغلى صفقة في التاريخ، وقبلها في العام 2008 كان "ريال مدريد" يعتزم خطف "رونالدو" بطريقة مشابهة، ولكن "فيرقسون" كان ذكياً ويملك سلطة أبوية على النجم البرتغالي؛ فطالبه بالتمديد خمس سنوات مع وعد ببيع العقد بعد السنة الأولى؛ فكانت الصفقة الأغلى في التاريخ ذلك الحين، فهل استوعب المتابعون الدرس؟.

 

حين تقوم إدارات الأندية بالتفاوض مع وكلاء أعمال اللاعبين قبل سنتين من انتهاء عقودهم، وتمددها لخمس سنوات مع تحسين الراتب وبعض البنود، يدخل النادي ونجومه حالة استقرار تنعكس إيجاباً على حال الفريق، والعكس صحيح، حين يتأخر النادي في حسم أمر العقود التي بقي فيها عامان أو أقل؛ فتبدأ أخبار انتقال النجم تتصدر وسائل الإعلام القديم والحديث، حيث تكفي صورة لنجم غاضب أو غيابه عن مباراة مهمة لفتح باب الحديث عن مستقبله المجهول، واستخدمت كلمة "مجهول" لأن النجم والنادي ليس لديهما إجابة محددة عن مصيره ووجهته.

 

هذا الكلام كتبته قبل سنوات وكررته أكثر من مرة، وضربت أمثلة بالإدارات النموذجية التي نجحت في تجديد عقود نجومها في الفترة المثالية قبل دخول الفترة الحرة بسنة على الأقل، ولكن إدارات أخرى لم تتعلم الدرس؛ فطارت نجومها للمنافسين بدون عوائد مالية تذكر، مع أن العمل المبكر والمنظم كان كفيلاً بضمان بقاء تلك النجوم أو رحيلهم بمبالغ تجلب أفضل منهم، وسيبقى السبب الرئيس لتكرار الخطأ هو غياب التخطيط وندرة المتخصصين في إدارة الاحتراف في النادي، الذي يعتمد في الغالب على القريبين من الرئيس بدل التعاقد مع كوادر قانونية ومالية وتسويقية متخصصة.

 

تغريدة tweet:

بدأت المقال بحادثتين متناقضتين في نفس النادي مع ذات المدرب، بما يؤكد أن القرارات الصحيحة والخاطئة تحدث في كل المنظمات ومن مختلف القادة، ولكن الحكيم من يتعلم الدروس ولا يكرر الأخطاء التي تتكرر، بكل أسف في أنديتنا وكأن هناك من يفضل الوقوع في المحظور مرة بعد مرة؛ فيكبد النادي خسائر مادية ومعنوية كان بالإمكان تجنبها بقليل من الحكمة والوعي، فالحل بسيط، يتمثل في اتخاذ قرار حاسم بتجديد عقود جميع النجوم قبل سنتين من إنهائها، أو بيع العقد بأعلى سعر ممكن قبل أن يقترب العقد من الفترة الحرة؛ فيبدأ النجم ومدير أعماله بمساومة النادي، فمتى نتعلم؟! وعلى منصات الدروس نلتقي.