|


سلطان رديف
الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال
2017-02-12

الثقة بالنفس هي أساس النجاح وتحقيق الأهداف، وهي المحفز الأكبر في أداء العمل، ومن يملك قوة الثقة في عمله وإمكاناته وقناعة تامة بأهدافه فلا شك أنه يقطع نصف الطريق نحو النجاح؛ لأنه بذلك يتجاوز الوقوع في صحراء الفوضى، إلا أن هذا لا يعني أن الواثق لا يقع في الأخطاء؛ لأن الكمال لا يمكن أن يكون في أي عمل والنقص في كل شيء هو قانون حياة لابد أن نؤمن به.

 

أتذكر أنني كنت من أوائل الصحفيين الذين تعاملوا بقرب مع الأمير عبد الله بن مساعد قبل ما يقارب 17 عاماً وقبل أن يلمع نجمه كعضو شرف بارز وفعال وأعترف بأن علاقتي به مرت ببعض التضاريس الوعرة واختلافات في وجهات النظر ووصلت لحد الخلاف الذي لم يسعده ولم يسعدني ولن أخوض في التفاصيل وأتركها لكتاب الذكريات ومع هذا لم تكن عائقاً في استمرار العلاقة ولم تمنعنا من عودة الود والمحبة والثقة لتعود العلاقة أقوى مما كانت ولعل ما حدث طوال الـ 17 عاماً يجعلني أعرف جيداً شخصية الأمير عبد الله بن مساعد.

 

لا يختلف اثنان أن هناك تغيراً في الشكل والمضمون لخارطة الرياضة السعودية وأن هناك حراكاً مستمراً للعمل نحو التطوير وكل عاقل يعرف أن أي عملية تغيير لن تُسعد الكثير وهناك من سيحاربها وأنها تحتاج إلى الوقت والجهد لتُظهر ثمارها، كما أن المنصف لا يمكن أن ينكر أن برامج العمل والأهداف والغايات التي تسعى لها هيئة الرياضة هي طموح كل مواطن وكل رياضي بل ومن أولويات مطالبهم وأن الرياضة في عهده وجدت دعماً غير مسبوق من الدولة مادياً وإدارياً ومعنوياً ومن واجبنا اليوم جميعاً أن نقدم الدعم الكامل لمنظومة تسعى لتحقيق التطور الشامل فلا يهمني اليوم أن أسمع إلى حديث متعصب ساذج في طرحه، بل أستمع إلى صوت العاقل الذي يحب وطنه أكثر من ناديه، فالمصالح العامة أهم من المصالح الخاصة ولا يهمني أن أتابع نظريات المؤامرة التي يسوقها جهال كُثر يُستخدمون هنا وهناك من قبل هذا أو ذاك لتصفية حساباتهم ولا أنفي أن هناك سلبيات تقع مرة ومرة ولكن لن أتجاهل السيل الذي يبقى وأنظر إلى الزبد الذي يذهب.

 

لست اليوم مادحاً للأمير عبد الله بن مساعد فليس هو بحاجة إلى مدحي وهو في الميدان يعمل فعمله هو من يمدحه ولست مجبوراً على مدحه وأنا أكتب في صحيفة تحترم الرأي ولكنها أمانة القلم والوطن في زمن كثُرت فيه لغة الغوغائية فبأي لغة أنتقد شخصاً أعلن أهدافه ووضع برنامجه وحدد زمناً للإنجاز، فالمجتمعات تنهض عندما تجتمع قولاً وعملاً لتحقق أهدافها التي تسعى لها، وأقول اليوم للأمير عبدالله وللمجتمع الرياضي وللعقلاء منهم لن نحقق كل ما نريد ولكن لو حققنا 70% فنحن بلاشك منجزون وناجحون؛ لأن الكمال لا يمكن تحقيقه وأستعير المثل الأمريكي لرئيس الهيئة الأمير عبدالله (الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال) وهناك يكون التقييم.