شهد الأسبوع الماضي توقيع عقدين احترافيين للاعبين سعوديين حيث سيلعب النجمان لناديين جديدين في مشوارهما الاحترافي.
ـ وليد عبدالله قرر عدم الاستمرار مع ناديه السابق (الشباب) وفضل التوقيع للنصر.
ـ بينما رفض عوض خميس عرض النصر واختار أن يرتدي قميص الهلال.
ـ هذه الانتقالات تعكس الاحتراف الذي ننشده في أنديتنا ونتمنى أن ينتشر بحيث يسود (العرض والطلب) وفي الوقت ذاته يبحث النادي وكذلك اللاعب عن (حاجته) و(مصلحته).
ـ أقصد بالحاجة والمصلحة للنادي مدى ضرورة استمرار اللاعب من الناحية الفنية مقارنة بما يتم تقديمه من مبالغ للتجديد ولن يتردد النادي برفع العرض متى كانت الحاجة إلى المحترف ضرورية بينما قد يتوقف النادي عند سقف معين حدده اقتناعاً بمستوى اللاعب ومدى الحاجة إليه أو بحثاً عن سياسة مالية محددة يريد النادي انتهاجها مع كل المحترفين.
ـ أما بالنسبة إلى المحترف فهو (في غالب الأمر) يبحث عن العرض المالي (الأعلى) وإن كان في أحيان (محدودة جداً) يبحث عن مستقبله الفني ومدى توافر فرصته ليلعب أساسياً في أي من فريقيه (القديم أو الجديد).
ـ لست هنا للحديث عن آلية الاحتراف فهذا بات أمراً يعرفه (بل ويمارسه) الجميع وأصبح انتقال اللاعبين سلسلاً تتقبله (معظم) الجماهير دون أي حساسية.
ـ ربما أن هناك (قلة جماهيرية) ما زالت (تتحسس) من انتقال لاعبيها وتعتبره خسارة لها وانتصاراً لجماهير النادي الآخر.
ـ لكن هذه (قلة) ستتلاشى مع الأيام مع مزيد من (الوعي) والاقتناع بأنه لا يمكن أن يجتمع اللاعبون في فريق واحد.
ـ أكرر القول بأن انتقال اللاعبين المحترفين بين الأندية السعودية أصبح يحدث دون ضجيج أو إساءات وإن حدثت فهي محدودة للغاية ولا يلتفت لها إلا (قلة) من المتعصبين.
ـ لكن هناك أمر لم يتغير في أنديتنا وما زلنا نمارسه بشكل خاطئ عند أي توقيع صفقة انتقال محترف أو توقيع مع مدرب أو محترف أجنبي.
ـ ما أتحدث عنه هو (موقع) التوقيع.
ـ عودوا لأحدث صفقتي احتراف (وليد وعوض) وشاهدوا صور التوقيع وأين تم.
ـ وليد وقع في منزل الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر بينما في منزل الأمير نواف بن سعد رئيس نادي الهلال وقع عوض خميس عقد انتقاله إلى الهلال.
ـ نقدر جهود الرئيسين وما يقدمانه للرياضة السعودية عبر رئاستهما لناديين من أكبر الأندية السعودية لكن علينا أن نواجههما ونقول إن التوقيع في المنزل لا يعكس عملاً احترافياً على الإطلاق فهما يرأسان الناديين ويجب أن يتم داخل أسوار النادي كل ما يتعلق بأموره فالمنزل إقامة خاصة.
ـ حتى لو تكفل الرئيسان بصفقتي اللاعبين (وهو ربما ما لم يحدث) فلا يمكن أن يكون ذلك مبرراً لهما للتوقيع مع وليد أو عوض أو أي محترف بل ولاعب أجنبي في المنزل!
ـ اللاعبون والمدربون يوقعون عقوداً مع (النادي) وليست مع (شخص رئيس النادي) وبالتالي (يجب) أن يتم التوقيع داخل النادي.
ـ الغريب أن رئيسي الناديين يتواجدان بشكل يومي داخل النادي لحضور التدريب وإدارة أموره بينما عندما يأتي توقيع العقود مع لاعبين (كبار) يكون التوقيع في المنزل في حين أن التوقيع مع لاعب عادي يكون في النادي!.
ـ لو حدث توقيع الصفقات الاحترافية (الكبيرة) في منازل أعضاء الشرف الذين تكفلوا بقيمة الصفقات فربما يبررها الرئيسان بأنه (أقل) تقدير يمكن تقديمه لعضو الشرف الداعم لكن هذا أيضاً لم يحدث (ربما) لأن أعضاء الشرف الداعمين لا يرغبون أن يظهروا في المشهد بينما يتسابق الرئيسان للتوقيع مع (النجوم) في منزليهما وليس في النادي!.
ـ أجدد تقديري لرئيسي النصر والهلال بل ولكل رئيس نادٍ يبذل الجهد والدعم (تطوعاً) خدمة للرياضة السعودية لكنني أتمنى (تفعيل) دور النادي بشكل إعلامي كبير وأن يتم توقيع كل الصفقات داخل مقرات الأندية وليس في المنازل.
ـ هل وقع ميسي ونيمار وسواريز لبرشلونة في منزل رئيس نادي برشلونة؟