|


نبيه ساعاتي
وأد الخصخصة
2017-02-12

عبر "رويترز" ولا أعلم لماذا "رويترز"؟ جاء خبر تعيين (جدوى للاستثمار)، وهي إحدى الشركات السعودية المعروفة في مجال الاستثمارات المالية، والمعتمدة من هيئة سوق المال تحت الرقم 37 ـ 6034 بتاريخ 21 ـ 8 ـ 2006 ذلك لتقديم المشورة حول خصخصة بعض الأندية، وعندما نقول المشورة، فإن ذلك يشمل عمل دراسة جدوى، وهي خطوة أراها إيجابية، كونها تبعث على الطمأنينة لدى المستثمر على اعتبار أنها جهة مستقلة.

 

بيد أن ما لفت انتباهي يتجسد في أن هذه الخطوة جاءت متأخرة كثيراً، فدراسة الجدوى Visibility Study عادة ما تأتي كخطوة أولى لأي مشروع لأن نتائجها قد تكون سلبية، وبالتالي رافضة له، ونعني به هنا الخصخصة Privatization، وفي هذه الحالة تكون كارثة بعد كل الخطوات الرسمية التي اتخذت في هذا الاتجاه، وفي المقابل إذا ما طلب منها المشورة حول إيجاد المخارج لهذه المعضلة ستكون التكلفة عالية على جميع الأطراف، كذلك كنا نتحين تعيين محاسب قانوني للوقوف على الوضع المالي الفعلي للأندية، فمن أبسط حقوق المستثمر التعرف على أدق تفاصيل التدفق المالي، وحجم المديونيات للنادي الذي يرغب في الاستثمار فيه.

 

شخصياً أرى أن الخصخصة خيار إستراتيجي لا رجعة عنه، وبالتالي يجب أن تساهم كل الأطراف المعنية في إنجاحه، وفي مقدمتها الهيئة العامة للرياضة، ذلك من خلال تقديم معلومات دقيقة للمستثمرين عبر مؤتمر صحفي يعقد بصفة شهرية للتعريف بآخر المستجدات والمتغيرات في طريق التخصيص، إضافة إلى تعديل اللوائح والأنظمة بما يتواكب مع إستراتيجية التخصيص والإعلان عن ذلك، ومن الأهمية بمكان أن أشير إلى أن المديونيات التي تعاني منها كل الأندية تقريباً عبارة عن عامل منفر للمستثمرين، وأتصور أن الخروج من هذا المأزق يكون من خلال خيارين، إما أن تتحمل الدولة مديونيات الأندية كلها وبالتالي تصبح الأندية جاذبة للمستثمرين، أو أن تكتفي بالحصول على 51% من القيمة الإجمالية بحيث تبقي للمستثمر 49% يفعل من خلالها برامجه المستقبلية، فرفع سقف التطلعات قد يصدمنا بواقع مرير، إضافة إلى ذلك يجب أن تسمح الهيئة للأندية المخصصة باستعمال المنشآت لمدة خمس سنوات مجاناً ليتم بعدها التفاوض حول الشراء أو الاستئجار.

 

إن ما أتمناه هو أن نغير نظرتنا للمستثمر، فهو ليس غبياً أو راغباً في هدر أمواله، ليس ذلك فحسب، بل أيضا يجب أن نساعده على النجاح، ففي ظل الوضع الراهن، ثلاثة أندية فقط هي التي ستفلح في الخصخصة مؤقتاً وهي الهلال والأهلي والنصر، على اعتبار أن هناك من لديه القدرة على الإنفاق عليها، حتى وإن كانت خاسرة، ولكن الوضع سيتغير متى ما غادرت هذه الشخصيات الساحة الرياضية، لذلك قلت مؤقتاً، أما الأندية الأخرى فلا نتوقع من المستثمرين أن يتقدموا إلى مشاريع خسرانه مسبقاً، فأي من الأندية السعودية لم يفلح في تحقيق أرباح عبر التاريخ، رغم أن كثيراً ممن تولوا رئاستها رجال أعمال ناجحين، وفي ذلك دليل واضح على أن الأندية لا تمثل فرصاً استثمارية، وبالتالي أخشى أن عدم تهيئة فرص النجاح لها قد يجعلنا نتفاجأ من عزوف المستثمرين، وبالتالي وأد الخصخصة.