|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
عزت.. والتصحيح
2017-02-15

إن المتابع للتاريخ يرى أن الأفراد هم من يوجه دولاب حركة التاريخ.. طبعا ليس كل الأفراد بل دهاة التاريخ وأصحاب القوى الحديدية من البشر(القادة).

 

والمرحلة التاريخية التي نمر بها في عالم رياضتنا لكرة القدم اليوم ذات إيقاع سريع ونهم لتحقيق أكبر عائد وأعظم إنجاز، فكل عام يبزغ فكر جديد ومعرفة مذهلة يجب ما يمثلها خاصة في مجال التقنية والمعلومات والتطوير يجعل من لا يواكب التطور يتخلف ويتقهقر، والملاحظ لحركة كرتنا يصطدم عندما يرى بناظريه تطبيق إدارة كرة القدم خطط وطرق أكل عليها الدهر وشرب.. قد لا نراها إلا في بعض الدول المتخلفة رياضيا بل قديمة مضت عليها سنوات طويلة، في حين نرى الدول المتقدمة ومن حولنا تدير رياضتها في مجال رياضة كرة القدم بشكل احترافي وبتخطيط شامل، مع الإفادة من الموارد البشرية وترشيد الإمكانات المادية المتاحة في ضوء خطة زمنية تسابق الزمن، على اعتبار أن الثروة الزمنية لها أهميتها في اكتساب الميزة النسبية، حيث إن هذه الثروة الزمنية هي الثروة الوحيدة التي وزعت بالتساوي على كل البشر في كل أنحاء المعمورة. وبالنظر إلى واقع رياضتنا نرى أن لعبة كرة القدم طغت عليها العشوائية في التنظيم، ولا أدل على ذلك من السماح حتى اليوم لرؤساء الأندية بالجلوس على دكة الاحتياط، وما نراه يحدث بين الشوطين وبعد المباراة من تخويف وترهيب للحكام والمنظمين، في حين نرى في العديد من الدوريات الأوروبية تنظيماً بشكل دقيق وشامل للإداريين مسيري الأندية وبالذات أصحاب القرار في النادي، بتواجدهم في المقصورة الرئيسية ولهم تقديرهم واحترامهم، وهذا التجاهل من اتحاد الكرة الجديد برئاسة الدكتور عادل عزت مازال صامتا بل بعيد عن الأضواء وهو يرى السبحة قد تنفرط منه.

 

 الأمر الذي قد يؤثر على بعض القيم السامية لرياضة كرة القدم مثل الروح الرياضية والعدالة والتفاهم، وللأسف سادت ممارسات ضد القيم الرياضية مثل التعصب والرغبة في الفوز بأي ثمن على جانب الخلق الرياضي السليم والدخول في الذمم، والدفاع عن ألوان الفرق لا عن المبادئ، بل إننا كل مابدأنا نقترب من تطبيق الاحتراف ظهرت بعض انحرافات الرياضيين من القيادات الإدارية التي تمثل القدوة لدى النشء والمتابعين، الذين يحبون الأبطال ويعجبون بهم. ولمعرفتنا بما يقوم به الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد من عمل وقرارات قد تصب في مصلحة الكرة السعودية ومسيرتها للصالح العام، وحيث إن الاتحاد وحتى تاريخه لم يقدم نفسه بالشكل المطلوب، فإن القرارات لا تحتاج فترة الـ(90) يوماً التي منحها الاتحاد لنفسه لبدء العمل الفعلي، فعلى عزت إن أراد النجاح أن يقود الاتحاد بقوة وعزم وفق رؤية واضحة وقوية وقرارات صارمة موحدة على الجميع وفق لوائح واضحة وستكون محل تقدير جميع الرياضيين، وهي وضع ضوابط صارمة ورادعة لتواجد الإداريين وبالذات رؤساء الأندية ومنعهم من الجلوس مع البدلاء أو التحدث مع الحكام خلال المباراة أو التجريح أو التصريح بأسلوب استفزازي، وستجد ارتياحا لدى الشارع الرياضي من خلال قرارات تصحيحية تتعلق بتطوير العمل داخل المسابقات وفي محيطها، ودعوة للإخوة في أجهزة الإعلام الرياضي إلى تبني هذه السياسة والوقوف مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في مرحلة التطوير والبناء.