|


سعيد غبريس
الرياضة الكويتية وأم الصبي
2017-02-17

الكويت التي كانت أول دولة في المنطقة تنشئ ملعباً مزروعاً بالعشب الأخضر الطبيعي، وكانت أول دولة خليجية تفوز بكأس أمم آسيا وتصل إلى كأس العالم، تغرق منذ أكثر من عام في خلافات وتصفية حسابات محلية، وصلت إلى اتهام بعضهم البعض بالتآمر على البلد واستعمال النفوذ الرياضي عالمياً لفرض إيقاف النشاطات الرياضية وعدم المشاركة في البطولات القارية والعالمية.

 

الرياضة الكويتية تُذبح، وأقطاب الرياضة في مواجهة الهيئة العامة للرياضة، وهذه الأخيرة تُكابر وتُعاند وتريد أن تُفهِم اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، أنّ القرارات الحكومية لا تشكل انتهاكاً لمبادئ الشرعية الأولمبية الدولية، وفي حين بدت ردود الجهات الحكومية المسؤولة، على اللجنة الأولمبية الدولية كحوار الطرشان، وفي حين تنتهي المهل الدولية ولا تحصل تعديلات في القوانين المحلية، يدفع المنتخب الكويتي للكرة الثمن بالإبعاد عن تصفيات مونديال روسيا وبطولة أمم آسيا.

 

وحال الرياضة العربية في فهم اللوائح والقوانين الدولية، مشكلة ظهرت في أكثر من بلد عربي، وإن كانت الرياضة السعودية الأكثر "حيوية" من خلال المساجلات في تفسير البنود والتضارب في الأحكام وتكدّس الشكاوى في غرفة فض المنازعات المحلية وصولاً إلى "فيفا" ومحكمة التحكيم الرياضية الدولية، فإن الرياضة الكويتية هي الضحية الكبرى، ذلك أن سن قوانين حكومية تتعارض مع قواعد الشرعة الأولمبية الدولية، أصاب الرياضة الكويتية في الصميم، بفرض الإيقاف دولياً منذ أكثر من عام.  

 

ومع أنها ليست المرة الأولى الّتي تتعرض فيها الرياضة الكويتية للإيقاف ذلك أنها تعيش أزمة منذ العام 2007، فتكرّرت في الأولمبياد الأخير حالة رفع العلم الأولمبي بدل العلم الكويتي مع فوز رياضيين كويتيين بميداليات، وهل هناك خسارة أكبر من أن يحقق أبناء الوطن إنجازات عالمية، تُسجّل لهم شخصياً وليس لبلدهم؟ وهل هناك هدف أسمى من رفع علم البلد في محفل دولي؟.

 

وبدلاً من الإسراع في إجراء التعديلات لجعلها متطابقة مع القوانين الدولية، انتقلت الأزمة إلى المزايدات السياسية، باتهام أعضاء في مجلس الأمة، وزير الرياضة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالفشل في حل أزمة إيقاف النشاط الرياضي دولياً المفروض منذ 14 شهراً، ليستقيل قبل يومين من طرح الثقة به.. فتُقبل استقالته، من دون اتخاذ أي تدبير أو إجراء حكومي يستجيب لطلبات الجهات الرياضية الدولية والاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

 

في هذا الوقت يمضي الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية (أنوك) في ترشيح نفسه مجدداً لمقعد في "فيفا"، في خطوة فُسرت بأنها رد قوي على من يتهمه محلياً بأنه لم يستخدم "نفوذه" في مجال الرياضة الدولية لإنقاذ بلده من عواقب الإيقاف، واستمراره في عرض العضلات في "الكباش" المحلي.

 

وفي هذا الوقت أيضاً، يستقيل اتحاد الكرة المكلّف بعد استقالة نائبه، ويضرب الضياع أطنابه ليستمر التشتّت سيداً للموقف وأم الصبي لم تظهر بعد.