|


عدنان جستنية
العكايشي سفروه والمولد الحقوه
2017-02-17

من الصعب جدًّا على أي ناقد أو محلل رياضي، توجيه نقد موضوعي شديد اللهجة لأي لاعب اتحادي وطني أو أجنبي، إلا كما يقولون في "الشديد القوي"، والسبب أن اللاعب الاتحادي مجرد ارتدائه للشعار تراه نموذجاً للاعب "المخلص" المتفاني، فما إن يضع قدميه على أرضية الملعب حتى ينسى كل شيء في حياته الشخصية والعملية إلا الاتحاد، تجد فيه ذلك الحماس المروع والروح القتالية والإبداع الكروي، الذي يصل بك أحياناً كمتفرج ومشاهد إلى انبهار (مش حتقدر تغمض عينيك) إعجاباً وتقديراً، وهذه ميزة ينفرد بها لاعبو الإتي، كوَّنت لهذا النادي شعبية جماهيرية طاغية.

 

ـ الشديد القوي الذي أعنيه كمصطلح تشبيهي متعارف عليه، يفرض على أي ناقد ومحلل رياضي وجوب التدخل النقدي "الإيجابي"، وذلك حينما يصل الحال لمثل حالتيَّ اللاعب التونسي أحمد العكايشي وفهد المولد، واللذين يملكان شعبية جماهيرية كبيرة، وإن كان الثاني يتفوق بكثير ولا مقارنة بينه وبين الأول بأي حال من الأحوال، وهذا ليس تحيزاً لابنٍ من أبناء وطني، إنما هي الحقيقة التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان.

 

ـ مع احترامي وتقديري البالغ جدًّا لنجومية العكايشي في بلده، سواءً على مستوى الأندية التي لعب لها ومنتخب تونس الخضراء، وتألقه المحدود في فترة من الفترات، والتي أصبحت من وجهة نظري "منسية" لا قيمة لها في الوقت الحاضر، وإن كانت هي من رفعت من مكانته الفنية كمهاجم هداف، وأسهمه المادية أيضاً بحكم أنها تعتبر مقومات سهلت له الحصول على عقد بمبلغ خيالي لم يكن يحلم به، أقول ذلك وفقاً للأداء السلبي "الممل" الذي يصل لمرحلة "البرود" القاتل، وأحياناً أقرب لـ "اللاعب الخفي الذي وجوده كعدمه، تحس بعطائه المحدود جدًّا واللامبالاة، بأن ما يقدمه مع الفريق لا يوازي المبلغ الذي يحصل عليه، ولا يستحق ربعه، فهو ليس بذلك اللاعب المتوافق مع طموحات جماهير العميد إطلاقًا، ولهذا أتمنى من مدرب الاتحاد بعدما منحه عدة فرص أن يمنح الفرصة لغيره من لاعبين سعوديين، مثل عبدالعزيز العرياني الذي لو أعطاه الثقة لقدم أفضل من العكايشي بمراحل، كما يجب على الإدارة مواجهة الحقيقة المؤلمة بأن عكايشي صفقة خاسرة، وعليها أن تعطيه تأشيرة خروج بلا عودة، وبأسرع ما يمكن (تسفروه) على درجة الضيافة و(تودعوه).

 

ـ أما فهد المولد الذي له نجومية مطلقة، منذ ارتدائه الشعار الاتحادي برعماً وناشئاً وشاباً، وفي الفريق الأول، وقد خطف الأنظار هذا الموسم، ولكن بعد عودته من المنتخب بسبب الإصابة، نلاحظ أن المولد ليس هو المولد الذي أبهرنا بشكله وعطائه وفدائيته وأهدافه، فالإرهاق والتعب ظاهران في ملامح وجهه مع أول ربع ساعة من بداية المباراة، إذ يبدو أن السهر والسفر وأجواءهما "أثرت على أدائه ومستواه الفني بصفة عامة، ولأن صاروخ الاتحاد والمنتخب يمثل لنا "ثروة" وطنية غالية، لا بد للإدارة الاتحادية برئاسة الرجل "الحكيم" حاتم باعشن الاهتمام بها، خاصة أن للاعب الكبير مكانة كبيرة في قلب "أبو محمود"، يجب أن تستثمر جيداً عن طريق الاقتراب أكثر من اللاعب "المحبوب"، والتعرف على الظروف والأجواء النفسية أو مشاكل يعاني منها ويمر بها، أدت حسبما نشر قبل أيام إلى وقوعه في حادث مروري، لطف الله به ونجاه بالسلامة.

 

ـ أعلم أن جماهير الاتحاد "عاطفية" جدًّا، وستوجه لي اللوم واتهامات تحمل سوء الظن، وذلك من منظور أن توقيت طرح هذا النقد غير مناسب، إلا أنني أختلف معهم تمامًا، فالمرحلة الحالية بدءًا من مباراة الغد لا مجال للتهاون والاستهتار، خاصة أن لاعبي الاتحاد وضعوا أنفسهم عقب المستويات الرائعة التي قدموها ورغبتهم في المنافسة على الصدارة، في موقع "المسؤولية" التي أدت إلى ارتفاع سقف طموحات جماهير الاتحاد، فهم اليوم متلهفون لحصد بطولة ولي العهد، ويتمنون تحقيق بطولة الدوري، وأحسب أن النمور لن يخيبوا ظنهم، ولو بلقب واحد.